San
إريك زيمور، اليميني المتطرف و المرشح لرئاسيات 2022

إيريك زيمور.. رافع راية معاداة العرب، الإسلام وكل الاجانب

“أنا أمازيغي يهودي من الجزائر، أجدادي دفعوا الثمن غاليا من دمائهم حتى لا يسلّموا ويركعوا للعرب، الباقون تراجعوا عن دينهم وخلّفوا من بعدهم ذرية اعتنقت الإسلام مثل أجدادك”.. هي كلمات نطق بها الكاتب والصحفي إيريك زيمور في مناظرة جمعته بفنان كوميدي فرنسي من أصل مغربي، حول موضوع الإسلام في فرنسا. وبتصريحاته وكتاباته عن المهاجرين والمسلمين في فرنسا المثيرة للجدل،  يسعى اليميني المتطرّف إيريك زيمور لأن يقود الجمهورية الفرنسية إلى عهد سيشهد في حال دخوله قصر الإليزيه رئيسا، ثورة حقيقية على الإسلام والمسلمين في البلاد.

هدى مشاشبي/ ميديا ناو بلوس

إيريك زيمور، يعرّف نفسه بأنه فرنسي وكفى، يشدّد على اعتزازه بانتمائه لفرنسا بتاريخها العريق ونضالها المستمر في سبيل تحرير الإنسان من الرجعية والتخلّف.

وُلد زيمور سنة 1958 بمدينة مونتروي، في العاصمة الفرنسية باريس، وينحدر من عائلة يهودية هاجرت من موطنها الأصلي بالجزائر في أواخر القرن الـ 19، لتندمج في المجتمع الفرنسي مع قبول سريع للتخلي عن جزء من مرجعيتها الدينية والالتزام بقوانين الجمهورية الفرنسية العلمانية.

عاش زيمور في منطقة درانسي بالعاصمة باريس، وتخرّج من معهد العلوم السياسية بباريس سنة 1979، وبعد فشله في الظفر بمقعد في المدرسة الفرنسية للإدارة، اتجه زيمور إلى مجال الإعلام، ووجد له موطأ قدم في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية العريقة، ليلتحق بها سنة 1996، قبل أن يغادر طاقمها في 1999.

سنوات من النشاط  في الإعلام الفرنسي، سمحت لإيريك زيمور بطرح أفكار رافضة لكل ما هو غير فرنسي، إذ لم يكن ليخفي جوهره المعادي للإسلام والمسلمين خصوصا والمهاجرين بشكل عام، قبل أن تتطوّر خطاباته، وتكتسب طابعا تحريضيا، جرّه في كثير من الأحيان إلى أروقة المحاكم، أين أدين في بعضها بالتطرّف والعنصرية.

استطاع إريك زيمور بعدائه الواضح للمهاجرين، أن يتفَوق في خطاباته وسلوكه أكثر العائلات اليمينية عنصرية وتطرّفا، فأصبح من أكبر المنظّرين لبرنامج مارين لوبان خلال السباق الرئاسي الحالي، وهي المعروفة بعدائها الشديد لكل ما هو غير فرنسي، غير كاثوليكي وغير أبيض.

وأثار زيمور الكثير من الجدل بإطلاقه تصريحا، يعلن من خلاله على نيته، في حال انتخابه رئيسا للبلاد في أفريل المقبل، على حسر الدين الإسلامي في فرنسا على العقيدة دون التشريع، مهددا إياهم بالتعامل معهم، بنفس المنهج الذي اتخذه نابليون بونابارت في معاملته لليهود، مؤكدا أنه سيعيد إحياء القانون المدني للجمهورية الفرنسية قبل تعديله والعائد إلى عام 1803، وهو الذي يقضي بمنع تسمية المواليد الجدد باسم محمّد و باقي الألقاب المغاربية أو من أصل عربي و إنتماء مسلم.

كما يعد إريك زيمور بإنقاذ فرنسا من الإستبدال الكبير الذي يهدد شعبها حسب إعتقاده.

ماذا تعني فرضية “الإستبدال الكبير”؟

هذه الفرضية الشعبوية ” للإستبدال الكبير “، التي جعل منها مرشح اليمين المتطرف إريك زيمور، قاعدته الرئيسية لحملته الرئاسية. فرضية ترجعنا إلى سنة 2010 حيث  تم توظيفها من قبل الكاتب رونو كامو في كتاب له، شرح من خلاله بأن الشعب الفرنسي بصدد الإستبدال بشعب آخر قادم من شمال إفريقيا و المغرب العربي أو بنسبة مواليد عالية.

و يقصد بالشعب الفرنسي ذات البشرة البيضاء، و الذي يطلق عليه في بعض الأحيان مصطلح ” فرنسي دو سوش” فرنسي بعادات كاثوليكية. لكن في الواقع فكرة الإستبدال الكبير تعود إلى قرن من الزمن و بالتحديد في سنة 1900 حيث تحدث عنها كاتب يميني متطرف موريس باربيس، الذي إعتبر وقتها في كتاباته أن ” فرنسا لم يكن لديها القوة في إنصهار المهاجرين الوافدين إليها… هؤلاء يأتون و يرون العالم و فرنسا على وجه الخصوص بطريقتهم المختلفة من أجل فرض رؤيتهم”

في ذلك الوقت الشعب المستهدف لم يكن المسلمون أو القادمون من الشرق الأوسط ساحل إفريقيا و إنما كان اليهود و هي الفرضيات التي إستمرت إلى العديد من السنوات دامت إلى غاية الثلاثينات ثم الخمسينات.

ولعلّ أخطر ما تضمنه خطاب زيمور، بخصوص الإسلام والمسلمين، هو اعتباره بأن الذين الإسلامي كان “أكثر لعنة على البشرية من النازية أحد أبشع النظم السياسية التي عرفها التاريخ الحديث”، حيث قال وهو ينظر في عيون الجمهور: “في الكثير من الأحيان يغضب مني البعض لأنني أقارن الإسلام بالنازية، يعتبرون ذلك غير معقول، وأنا أتفق معهم في هذا الأمر أحيانا، نعم، من غير المعقول مقارنة النازية -رغم جرائمها الفظيعة- بالإسلام، ذلك الدين الدموي، هذا ظلم كبير للنازية والنازيين دون شك”.

يعتمد الصحفي الفرنسي، في برنامجه، على فرض قوانين صارمة فيما يخص قضايا الهجرة، فيما لا يتردد في المطالبة بالحدّ من الهجرات الشرعية التي تتم عن طريق الدراسة، العمل ، والتجمع العائلي، وخلق تصريحه الأخير الذي يتوعد في بإرجاع 1200 طبيب جزائري نجح في المسابقة المخصصة للأطباء الأخصائيين من خارج القارة الأوروبية، بحجة أن بلدهم بحاجة إليهم أكثر من من حاجة فرنسا، وهو التعليق الذي أثار موجة استنكار واسعة، تبعتها تخوفات كبيرة وسط الجاليات الأجنبية العربية والإفريقية المقيمة في فرنسا.

ولا يخفي زيمور، تأييده للجوء إلى الحل العسكري والإبادة، للحد من الانتشار الإسلامي في البلاد الذي سيهدد حسبه المنهج الفرنسي، العلماني اللائكي، مثلما شهدته صربيا في سنة 1995، ولعلّ تصريحات زيمور “الهمجية” على حد تعبير منتقيه، أضحت مصدر إلهام للعديد من العنصريين الذين لم يعد يخيفهم قتل وإبادة المسلمين بأبشع الطرق، لا لشيء سوى لكونهم يقولون كلمة “الله أكبر” التي أضحت  بمفهوم المتطرفين شعارا للهجمات الإرهابية، التي تهدد أم واستقرار أوروبا ككل.

وبالرغم من مواقفه العدائية لكل ما هو أجنبي، والتي خلقت لزيمور جبهة معارضة ومواجهة من طرف الجمعيات المناهضة للعنصرية والتطرف في فرنسا، إلا أن أفكاره باتت تلقى الدعم والتأييد، الأمر الذي شجع الصحفي الفرنسي الشهير على خوض غمار رئاسيات أفريل 2022 المقبلة، وبترشحه سيطر شبح إيريك زيمور على المهاجرين من غير الأوروبيين وحتى أولئك المولودين بفرنسا والحاملين لجنسية فرنسية وتمتعهم بكامل حقوقهم المدنية والسياسية على الأراضي الفرنسية، كيف لا وهو الذي يتوعدهم بعهد مع التضييق والمطاردة، فإما الذوبان في كيان العلمانية اللائكية، أو الطرد أو القتل الجماعي لم لا …

لكن الحرب الأوكرانية أخلطت أوراق الإنتخابات الفرنسية،و مواقفه القريبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين جعلت ترتيبه في إستطلاعات الرأي يتراجه و يتقهقر إلى الوراء بعد تصدره المصدر الثالث بعد مارين لوبان.

فهل سيكون لزيمور حظا في تطبيق أفكاره المتطرفة ؟ هذا ما ستثبته نتائج الرئاسيات المقبلة.

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

parisccc

فرنسا: الجمعية الوطنية تتبنى قرارا يندد بـ”القمع الدامي والقاتل” لجزائريين في 17 أكتوبر 1961

أيد 67 نائبا اقتراح قرار “يندد بالقمع الدامي والقاتل في حق الجزائريين، تحت سلطة مدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS