عادت ذكرى مصمم الأزياء العالمي ” إيف سان لوران” إلى أزقة وهران ملهمته الأولى وموقع تفتق عبقريته في مجال تصميم الأزياء، بعد 67 سنة من غيابه، وذلك بمناسبة فتح أبواب منزله العائلي بعد إعادة ترميمه وتحويله إلى متحف خاص يحكي أولى خطوات أحد أهم وأشهر مصممي الأزياء العالميين في القرن الواحد والعشرين، والذي ألهمت أعماله العديد من المصممين في المعمورة.
خولة أحمد / ميديا ناو بلوس
وجرت مراسم افتتاح منزل إيف سان لوران بحضور مجموعة من الضيوف من بينهم نبيل حياري مصمم ازياء عالمي مقيم بفرنسا و هو جزائري الأصل ينحدر من منطقة باتنة، مولع بإيف سان لوران.
وكان رجل الأعمال الجزائري محمد عفان المستثمر في مجال السياحة الثقافية، اشترى البناية من العائلات القاطنة فيها. ليباشر أشغال الترميم بيد عاملة محلية وحرفيين من مختلف التخصصات لإعادة المنزل إلى وضعيته الأولى مع شراء أغراض عتيقة من محلات “الانتكيتي” المختصة في التحف القديمة، لإحياء عالم طفولة إيف ماثيو سان لوران بين أحضان عائلة استقرت بوهران سنة 1880 قادمة من منطقة الألزاس، ليقوم الأب بتشييد البناية سنة 1911.
وجرت عملية الترميم تحت إشراف المهندس المعماري الجزائري الشاب يوسف فرنان الذي تابع الورشة من البداية للنهاية.
قطعة معمارية تحكي أيقونة التصميم العالمية
وتقع البناية في 11 شارع الإخوة شملول ( ستورا سابقا ) خلف المتحف الوطني الجزائري أحمد زبانة، وعلى مرمى حجر من مدرسة الفنون الجميلة بوهران، أين رأت عيون إيف سان لوران النور لأول مرة في 1 أوت 1936.
وتضم البناية طابقين يحوي الطابق الأول قاعة جلوس كبيرة تم ترميمها كلية بالإضافة إلى تهيئة غرفتين وتخصيصهما للراغبين في قضاء ليلة ساحرة في منزل إيف سان لوران.
وفي غرفة معزولة عن بقية المنزل نجد الورشة الخاصة بالمصصم مع آلة االخياطة القديمة والتصاميم و الدمى الورقية و صور عائلية و تصاميم منجزة خلال فترة طفولته بوهران، قبل أن يغادر نحو فرنسا سنة 1954 للإلتحاق بمؤسسة المصمم العالمي ” كريستيان ديور” ويختاره الأخير كمساعد له وسنه لا يتعدى آنذاك 21 سنة.
ويضم المنزل المتحف كذلك، المسار الثقافي الخاص بإيف سان لوران الذي توفي سنة 2008، على غرار عيادة ” سانت آن” أين ولد ومدرسة الراهبات بشارع محمد بوضياف ” مستغانم سابقا” و ثانوية باستور أين زاول دراسته ومدرسة الفنون الجميلة التي تعلم فيها الرسم.
كما أنجز رجل الأعمال محمد عفان متحف خاص بالمصمم في فضاء بفندق ” ليبرتي” يضم رسومات وتصاميم وصور نادرة لإيف سان لوران.
للتذكير فإنه وبالموازاة مع تدشين المتحف بالفندق، استمتع الحضور بعرض للأزياء للمصمم العالمي نبيل حياري، الذي رافق ورشة الترميم منذ البداية بنصائحه الفنية.
ويعود تاريخ منزل سان لوران لأوائل القرن العشرين، خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر، حيث قضى فيه الفتى إيف ماثيو طفولته وأنجز فيه أولى أعماله، وكذلك من هذا المنزل صمم عمله الذي فاز به بجائزة أقضل تصميم في خمسينات القرن الماضي، وهو العملالذي فتح له أبواب ورشة المصمم العالمي كريستيان ديور على مصراعيها.
وعن أهمية المنزل في حياة إيف سان لوران المهنية، تقول الباحثة الفرنسية أوريلي صموئيل: “لقد عاش لوران طفولته حتى سن العشرين في هذا المنزل قبل أن ينتقل إلى باريس للعمل بورشة ديور”.
ويتزامن تاريخ إعادة فتح منزل سان لوران بالمدينة الجزائرية وهران، مع انطلاق منافسات الدورة التاسعة عشر لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تمتد من 25 جوان وإلى غاية الخامس جويلية المقبل.
و تجدر الإشارة إلى أن مصمم الأزياء إيف سان لوران ، توفي سنة 2008 بمنزله الكائن بباريس إثر سرطان في المخ عن عمر ناهز 71 سنة.
و إشتهر الفنان الذي ولد في وهران في الفاتح من شهر أوت 1936، و كبر فيها إلى غاية سن 18، برسمه لأزياء نسائية بخصر نحلة.
و رسم قرابة 300.000تصميما سيتم عرضه داخل منزله بالباهية وهران المحول إلى متحف، و ذلك حسب ما صرح به سفير فرنسا لدى ضفة البحر الأبيض المتوسط . كريم أملال.
ودخل المصمم الفرنسي عالم الشهرة مبكرا عندما إستلم مفاتيح دار “ديور” عقب رحيل مؤسسها فجأة سنة 1957 ليتشارك في بناء مؤسسة إيف سان لوران مع شريكه بيير بيرجيه سنة 1961 .