Sans b
إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته و المرشح لعهدة ثانية في رئاسيات 2022

إيمانويل ماكرون .. الرئيس المرشح الطامح بعهدة إصلاحات ثانية خالية من الأزمات

حلم بإطفاء شمعته الأربعين بقصر الإليزيه و تحقيق الرقم القياسي، بكتابة إسمه في تاريخ الجمهورية الخامسة كأصغر رئيس لفرسا. في 39 من عمره كان الرجل الذي جذب الفرنسيين من كل حدب من اليسار إلـى اليمين و الوسط .يعرف بالرجل الليبيرالي المستعجل و الراغب في خلق ثورة إصلاحية للمنظومة الفرنسية،إنه الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته و المرشح لعهدة ثانية في رئاسيات 2022، إيمانويل ماكرون.

نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

” أطلب منكم  منحي ثقتكم لعهدة ثانية كرئيس للجمهورية”، بهذه الكلمات المدونة في رسالة وجهها للفرنسيين، قدم إيمانويل ماكرون ترشحه رسميا، في الثالث من مارس 2022. إنتظر الرئيس إلى غاية آخر لحظة من التاريخ المحدد في الرابع من مارس لإيداع  ملفات الترشحات الرسمية للرئاسيات، و ذلك جراء الحرب الأوكرانية التي أخلطت أوراق الإنتخابات.

ولد إيمانويل ماكرون في 21 ديسمبر 1977، بمدينة أميان شمال فرنسا، من والدين طبيبين، حظي بتربية جدته،وقع في حب شريكة حياته بريجيت ماكرون أستاذته في اللغة الفرنسية  ( متزوجة و أم لثلاثة أطفال) و هو  في ال 17 من العمر.تزوج منها سنة 2007.

تم إنتخابه شهر ماي 2017 و هو في 39 سنة من عمره، فرض إيمانويل ماكرون نفسه كأصغر رئيس في تاريخ الجمهورية الفرنسية.

أصبح مفتش المالية و البنكي السابق، معروفا لدى الفرنسيين خلال سنة 2014، عندما عينه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند وزيرا للإقتصاد. شغل قبلها منصب أمين عام لدى الديوان الرئاسي بقصر الإليزيه سنة 2012.لم تكن لديه أنذاك أي تجربة سياسية، و لا عائلة سياسية ينتمي إليها كما لم يشارك في أي من الإنتخابات و لم يتم إنتخابه كنائب،و كانت كلها نقاط قوة وضعف في الوقت نفسه.ما جعله يتميز عن باقي المترشحين خلال رئاسيات 2017.

أسس حزبه ” الجمهورية إلى الأمام ” سنة 2016، قبل أن يستقيل من حكومة مانويل فالس من منصب وزير الإقتصاد، لخوض غمار رئاسيات 2017.

إصطدام وعود الإصلاحات بعهدة حافلة بالأزمات

وعد إيمانويل ماكرون الفرنسيين، بمجرد وصوله إلى قصر الإليزيه بعهدة مليئة بالإصلاحات لكنه إصطدم بخمسة سنوات حافلة بالأزمات.

بدأ عهدته الرئاسية في 2017 بإلغاء المستحقات الضريبية على الثروة، ليفي بأحد وعود برنامجه الرئاسي، إصلاحي إلى درجة صدم المواطن الفرنسي بعبارات غاضبة ” مستعد لمساعدة الذين يرغبون في العمل فقط .. اذا كنت ترغب في العمل ..عليك قطع الطريق و الذهاب إلى الرصيف المقابل”، في إحدى خرجاته.

سنة بعد إنتخابه، قابلته الأحداث بالإبتسامة العريضة، بعد تتويج المنتخب الفرنسي “للزرق” بكأس بطل العالم، لكنها فرحة قصيرة الأمد و لم تدم طويلا.

و في شهر جويلبية 2018،  إنفجرت قضية معاونه بقصر الإليزيه ” ألكسندر بينالا”، ( إنهال ضربا على متظاهرين في مسيرة الفاتح من ماي و هو بالزي المدني و على رأسه خودة شرطي) حيث تم إستهداف حينها، الرئيس مباشرة، هذا الأخير رد على منتقديه و مهاجميه ” إذا يحاولون معرفة المسؤول الأول ..فعليهم المجيئ للبحث عني”، و هي القضية الذي أحدثت ضجة كبيرة وسط الساحة السياسية الفرنسية و كادت أن تصبح فضيحة دولة، إلا أن الرئيس إيمانويل ماكرون إختزلها في مسألة ” زوبعة في فنجان”.

و بالكاد خمدت نيران ضجة الصائفة، إندلعت أزمة جديدة في خريف 2018، بإرتفاع أسعار البنزين و مستحقات الكاربون. و كانت الشرارة التي أنجبت حراك أصحاب السترات الصفراء الذي شل فرنسا للعديد من الأسابيع.

و في 17 نوفمبر 2018،إستقر  الغضب و تحول إلى عنف بين رجال الشرطة و المحتجين لأصحاب السترات الصفراء بجادة الشانزليزيه بباريس حيث تم إستهداف الرمز التاريخي لفرنسا بتخريب قوس الإنتصارات و المنحوتات الأثارية الموجودة بداخله.

وجد إيمانويل ماكرون نفسه مجبرا على أخذ الكلمة من أجل إخماد نيران الغضب المشتعلة في الشوراع،  بالإعلان عن زيادة في الرواتب بقيمة 100 أورو كتعويضات.لكن أصحاب السترات الصفراء أوقفوا بصفة ردعية جميع الإصلاحات التي كان يرغب في إجرائها الرئيس الجديد بالخروج إلى الشارع كل يوم سبت. لم ييأس ماكرون و حاول إعادة إسترجاع ثقة الفرنسيين بإطلاقه النقاش الكبير عبر مختلف المدن الفرنسية للإستماع إلى مشاكل الفرنسيين و إقتراح الحلول الممكنة.

و جاءت تراجيديا و فاجعة حريق كنيسة ” نوتر دام ” بباريس لتوحد شمل الفرنسيين من جديد و تخلق اللحمة الوطنية في 15 أفريل 2018 حيث وعد إيمانويل ماكرون بإعادة بناء الكنيسة قبل 2024.

ثم أدى المشروع الإصلاحي لنظام التقاعد بفرنسا إلى نشوب إحتجاجات نقابية أسفرت عن تنظيم إضرابات متواصلة في وسائل النقل. بقي المشروع يراوح الأدراج و لم ير النور بسبب ظهور أزمة أكبر منه حجما.

و  هكذا بقيت عهدة إيمانويل ماكرون تنتقل من أزمة إلى أخرى،إلى غاية ظهور الأزمة الصحية العالمية الكبرى التي لم تكن في الحسبان، إنها جائحة كوفيد-19 لفيروس كورونا المستجد،

و في 17 مارس 2020 ، تم شل الحركة بصفة نهائية في فرنسا،أمام إكتظاظ المستشفيات بالمرضى و غياب الكمامات الأمر الذي أعاد القطيعة من جديد.

و بعد مرور سنتين، لا يزال فيروس كورونا موجودا بسلالاته المختلفة، إستطاع إيمانويل ماكرون  قلب الموازين الإقتصادية بضخ المساعدات المالية للشركات بتحمل أعباء المستحقات و الرواتب العمالية تجنبا لإنهيار النمو الإقتصادي و إرتفاع نسبة البطالة في البلاد. ووصلت قيمة المساعدات المالية إلى 240 مليار أورو.

” سأرأس فرنسا إلى غاية آخر ربع ساعة من عهدتي”، يقول إيمانويل ماكرون الذي ينهي ولايته بأزمة أخرى ألا و هي الحرب في أوكرانيا عقب الغزو الروسي التي تهدد أوروبا و تخلط أوراق الحملة الإنتخابية.

تحقيق رغبة فتح صفحة جديدة من تاريخ فرنسا -الجزائر

صنع الفارق بينه و بين أسلافه السابقين في سياسته الخارجية الحيوية، كأول رئيس فرنسي يسعى إلى التقدم بكثير من الخطوات بهدف فتح صفحة جديدة من تاريخ فرنسا الجزائر .

فمن مواساة اللبنانيين بأرض الميدان مرورا بمحاولات إصلاح الأوضاع في ليبيا إلى غاية مصالحة الذاكرتين من تاريخ البلدين فرنسا و الجزائر.

العمل كثيرا لخفض الضرائب

و في الوقت الحالي لا تزال الخطوط العريضة لبرنامجه القادم ظاهرة. و في رسالته التي وجهها إلى الفرنسيين نقرأ بين السطور أن المشروع الإصلاحي لنظام التقاعد لايزال قائما و سيكون ساريا في حال إعادة إنتخابه للمرة الثانية.” يجب أن تعملوا كثيرا لمواصلة خفض الضرائب بالإعتماد على العمل و الإنتاج”. و يقترح المرشح ماكرون رفع سن التقاعد إلى 65 سنة.

كما يعد إيمانويل ماكرون الفرنسيين برئاسة فرنسا لعهدة ثانية بطريقة مختلفة عن الولاية السابقة حيث سيعطي من خلالها الأولوية لقطاع التربية و الأساتذة.و يطمح في أن يحول ” فرنسا إلى أمة إيكولوجية كبرى و الأولى التي ستخرج عن هيمنة الغاز و البترول.

لكنه في الوقت نفسه، يعترف بأن الحرب في أوكرانيا سيكون لها إنعكاسات على الحملة الإنتخابية و خاصة تلك المتعلقة بشخصه حيث ستكون كسرعة البرق في أقل من شهر من الدور الأول.لكن المعارضة تطالبه بعرض حصيلة عهدته الأولى و أيضا الكشف عن البرنامج الرئاسي الكامل لحملته الإنتخابية 2022.

و في حال تمت إعادة إنتخاب إيمانويل ماكرون، فسيكون أول رئيس خارج اللعبة السياسية الذي يظفر بعهدة ثانية، لكن لا تزال حلبة المنافسة مفتوحة في ظل حملة إنتخابية قصيرة بسرعة البرق بالنظر إلى الأزمة الراهنة و الحرب الأوكرانية القائمة، فهل سيكون الحظ حليفه للمرة الثانية و هل سيواصل إيمانويل ماكرون إصلاحاته إلى غاية 2027؟ هذا ما سيجيب عنه صندوق الإقتراع في 10 و 24 أفريل 2022 .

 

 

 

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

parisccc

فرنسا: الجمعية الوطنية تتبنى قرارا يندد بـ”القمع الدامي والقاتل” لجزائريين في 17 أكتوبر 1961

أيد 67 نائبا اقتراح قرار “يندد بالقمع الدامي والقاتل في حق الجزائريين، تحت سلطة مدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS