safe image 1

البرلمان الفرنسي يصوت على قانون الإنفصالية بالأغلبية الساحقة

نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

 

 

 

صوت البرلمان الفرنسي اليوم الثلاثاء 16 فبراير ، بالأغلبية الساحقة على مشروع قانون الإنفصالية المثير للجدل والذي يعتبر منتقدوه أنه يستهدف المسلمين وليس أعداء الجمهورية.

و قبيل 15 شهرا من موعد السباق الرئاسي، جاءت عملية التصويت على مشروع القانون” تعزيز مبادئ الجمهورية”  مباشرة بعد الإنتهاء من القراءة الأولى السبت 13 فبراير، في إنتظار عرضه على مجلس الشيوخ شهر أفريل القادم.

و صوت 347 نائبا لصالح مشروع القانون مقابل 151  معارض من أصل 563 ناخب، فيما إمتنعت مجموعة حزب فرنسا الأبية كاملة كرجل واحد عن التصويت.

و قال وزير الداخلية دارمانان في تغريدة على حسابه الرسمي “تويتر ” ” قانون من أجل المستقبل بهدف واحد: الدفاع عن قيم الجمهورية”.

و كان وزير الداخلية جيرار دارمانان إلى جانب وزيرة المواطنة مارلين شيابا قد أبدى إرتياحه لإنتهاء القراءة الأولى في بيان له.

و جاء في البيان ” إنها 135 ساعة من المناقشات حول 313 بندا من قانون “تعزيز و إحترام مبادئ الجمهورية” الرامي إلى محاربة الإنفصالية و المساس بالمواطنة…قانون يقدم إجابات جدية حول الإنطوائية و تطوير الإسلام الراديكالي و الإيديولوجية العدائية للمبادئ و القيم التي تؤسس الجمهورية”.

وصوت البرلمان الفرنسي مساء الجمعة على سلسلة من القرارات ترمي إلى تنظيم عميلة التمويل الخارجي للمؤسسات الدينية وذلك في إطار مشروع قانون “الانفصالية” لمواجهة التيارات المتطرفة. وتلزم القرارات الجمعيات الدينية في فرنسا بالتصريح عن التمويل الذي تتلقاه من الخارج وتتجاوز قيمته عشرة آلاف يورو سنويا تحت طائلة عقوبة.

و إنتهت القراءة الأولى بالتصويت على البند 44 المتعلق بغلق أماكن العبادة بمجرد إلقاء خطب تحرض على الكراهية و العنف حيث تم تبني النص بالأغلبية من قبل المصوتين. ب 56 صوت مقابل 11 معارض حسبما كشف عنه وزير الداخلية في تغريدة له على حسابه تويتر.

كما أقر النواب الذين يفترض أن يصوتوا الثلاثاء في قراءة أولى على مشروع القانون الذي “يعزز مبادئ الجمهورية”، تعديلا قدمه نائب عن حزب الرئيس “الجمهورية إلى الأمام”، يلزم أي مكان عبادة فرنسي مرتبط بدولة أجنبية، بإعلان ذلك.

وينص التعديل على منح السلطة الإدارية الحق في الاعتراض إذا كان هناك تهديد “يمس مصلحة أساسية للمجتمع”. وصادق النواب كذلك على أدوات تمويل جديدة للديانات، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من العقارات التي تدر عائدات، أي امتلاك وإدارة المباني المكتسبة مجانا من أجل الحصول على دخل منها.

أثار هذا البند قلق العديد من النواب حيال “التشكيك في توازنات” قانون 1905، النص المؤسس للائكية في فرنسا. وصوت النواب على تعديل يحدد سقف الدخل من موارد هذه العقارات بنسبة 33% من إجمالي الموارد السنوية للجمعيات.

وتسعى الحكومة من خلال هذا الإجراء بشكل خاص إلى حث المسلمين والمسيحيين، الذين تتبع جمعياتهم حاليا بشكل أساسي الوضع المنصوص عليه في قانون الجمعيات لعام 1901 ، على اختيار الوضع المنصوص عليه في قانون 1905، وهو أكثر صرامة من حيث التمويل.

وأوضح وزير الداخلية  جيرالد دارمانين أنه يريد تشجيع الطوائف على عدم الاعتماد على “التمويل الأجنبي” بل على “المؤمنين المقيمين على التراب الوطني”.  واعتبر أن ذلك “يتوافق تماما مع روح قانون 1905” بشأن الفصل بين الكنيسة والدولة.

” جدل واسع  وسط أحزاب المعارضة و تشتت بين المسلمين”

و ترى المعارض باختلاف تشكيلاتها السياسية يرون أنه يقيد الحريات ويقدم رؤية ضيقة للعلمانية وأن بعض فصوله مكررة وموجودة في قوانين نافذة.

فيما يرى “الجمهوريون” من اليمين التقليدي بأن مشروع القانون لا يسمي الأمور بمسمياتها و لا يضع النقاط فوق الحروف أمام غياب إدراج تعديلات حول إرتداء الحجاب ” النقاش الأبدي” وسط الساحة السياسية الفرنسية منذ الثمنينات.

وأراد حزب “الجمهوريون”حظر الحجاب في الجامعات وعلى المرافقات المدرسيات، وهو يعتبر أن مطلبه يأتي رفضا “لشكل من أشكال التبشير” ونضالا ضد “رمز للعبودية”.

كما يرغب اليمين المتطرف لمارين لو بان في تعميم منع إرتداء الحجاب وسط الأماكن و الساحات العمومية و في المقابل، يرفض حزب فرنسا الأبية لجون لوك ميلانشان مشروع القانون و يرى بأنه قانون ” لإحداث القطيعة ” داخل البلاد بدل إستهداف المشاكل الحقيقية” يقول النائب الأول الحزب” أليكسي كوبيير”.

بدأ النواب الفرنسيون في الأول من فبراير مناقشة مشروع القانون المستوحى من خطاب ألقاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع أكتوبر حين عرض استراتيجيته لمكافحة التطرّف الإسلامي، بعد اعتداءين  استهدف الأول المدرّس صامويل باتي في منتصف أكتوبر في المنطقة الباريسية، تلاه اعتداء ثان في كنيسة في نيس بعد أسبوعين.

و يتضمن مشروع القانون مجموعة من البنود يصل عددها إلى 313، و 51 مادة قانونية، حول حيادية الخدمة العامة، ومكافحة الكراهية على شبكة الإنترنت، والتعليم في المنزل العائلي الذي يشمل أزيد من 60 ألف في فرنسا حيث يشدد مشروع القانون الخناق على هذا النوع من التعليم عبر فرض ترخيص مسبق وشروط محددة لنيل هذا الترخيص: دوافع صحية، إعاقة، تنقل العائلة بين مناطق عدة.

و يرمي المشروع أيضا إلى تشديد الرقابة على الجمعيات، وتعزيز شفافية أداء دور العبادة ومصادر تمويلها، وحظر شهادات العذرية وتعدد الزوجات والزواج القسري.

و من جهة أخرى، يرفض العديد من أعضاء الجالية المسلمة على رأسهم الشخصيات الدينية من أئمة بصفة قطعية ” ميثاق المبادئ” المتعلق بالأئمة.وفقا لعمود من إمضاء 500 شخصية بارزة، تم نشره في زاوية على موقع ” ميديا بارت” .

وتجدر الإشارة إلى تظاهر قرابة 200 شخص من نشطاء حقوقيين و أعضاء جمعيات مسلمة بباريس، الأحد 14 فبراير،  دفاعا عن حق المسلمين “في أن يكونوا مواطنين كالآخرين”.

 

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

france

فرنسا ترفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى

قررت فرنسا الأحد رفع تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته، بينما تسري مخاوف أمنية بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS