لأول مرة منذ 30 سنة، تجد حكومة رئيس فرنسي معاد إنتخابه، نفسها أمام معظلة عدم الحصول على الأغلبية المطلقة على مستوى الجمعية الوطنية الفرنسية المحددة ب 289 مقعدا على الأقل.ضبابية فرضها تحالف اليسار بقيادة جون لوك ميلانشون الذي قلب موازين اللعبة الإنتخابية لطالما أعطت الأغلبية الرئاسية للرئيس المنتخب بدون أي إشكال.
نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
“الأغلبية الرئاسية المطلقة “، هذا هو رهان الدور الثاني للإنتخابات التشريعية الفرنسية التي تجري اليوم الأحد 19 جوان عبر كامل التراب الفرنسي و ما وراء البحار .
فرض التحالف اليساري ” نوبيس” الذي يجمع كلا من أحزاب : فرنسا الأبية،الخضر ، التكتل الشيوعي الفرنسي و الحزب الإشتراكي، قواعد اللعبة الإنتخابية الجديدة في تنافس حاد بينه و بين مرشحي الإئتلاف الرئاسي ” معا” بزعامة إيمانويل ماكرون.
و بالرغم من وضع إستطلاعات الرأي الحزب الرئاسي في الصدارة إلا أن نتائج الدور الثاني من التشريعيات لم تحسم بعد،و قد تصب في صالح التحالف اليساري الذي يعول على شعار ” جون لوك ميلانشون وزيرا أول “.
و لا تزال العديد من الأسئلة تطرح نفسها، هل سيمنح الناخبون الفرنسيون إيمانويل ماكرون الأغلبية المطلقة في البرلمان و المضي قدما في تجسيد مشاريعه الإصلاحية؟ أم سيكون ماكرون مضطرا لخلق حكومة تعايش مع التحالف اليساري بقيادة جون لوك ميلانشون؟
و إشتد التنافس بين الطرفين بعد الديناميكية التي خلقتها نتائج الدور الأول للتشريعيات، التي كانت جد متقاربة ساوت بين الإثنين.الأمر الذي دفع زعيم التحالف اليساري ، جون لوك ميلانشون إلى التمسك بشعار هذه التشريعيات، بقيادته لحكومة تعايش مع الرئيس المعاد إنتخابه، إيمانويل ماكرون.
و إغتنم جون لوك ميلانشون، فرصة تواجد إيمانويل ماكرون في أوكرانيا، ليكثف من حملته الإنتخابية من خلال تشجيع الشباب على التوجه نحو صناديق الإقتراع للتصويت بقوة و تجنب الإمتناع.
و خاطبهم قائلا ” الآمال متاحة و الفوز في متناول اليد يوم الأحد ، يجب أن تتدفقوا على مراكز الإقتراع ببطاقاتكم الإنتخابية”.
و واجهت الوزيرة الأولى ، إليزابيث بورن، جون لوك ميلانشون ، في رد قاس قائلة ” نحن نقول الحقيقة للفرنسيين، نحن نمول برامجنا بفضل التنمية و النمو الإقتصادي و مكافحة البطالة عبر إصلاحات هيكلية و عن طريق تخفيض نسبة الضرائب. أما ميلانشون فهو يعتمد على سياسة رفع الضرائب و الديون لتمويل برنامجه الإقتصادي.” و أضافت ” برنامجنا هو حماية للفرنسيين من خلال خلق فرص عمل جديدة”.
كما وصفت إليزابيث بورن وضع البلاد في حال فوز جون لوك ميلانشون، “بالكارثة لفرنسا “.