تونس: الآلاف يتظاهرون رفضا لسياسات الرئيس سعيّد

خرج آلاف التونسيين اليوم الأحد في احتجاج على السياسات المتخذة من قبل الرئيس قيس سعيد، ومضيه في تنفيذ قراراته الفردية، التي تهّدد حسب المحتجين، المسار الديمقراطي للبلاد، في وقت تتخبّط فيه الأخيرة في أزمة اقتصادية ومالية خانقة.

هدى مشاشبي / ميديا ناو بلوس

وهتف المحتجون، الذين احتشدوا وسط العاصمة تونس، في مظاهرة تعدّ الأكبر منذ شهور: “الشعب يريد الديمقراطية” و”يا سعيد زاد الفقر زاد الجوع”.

وتأتي مظاهرة معارضي سعيّد هذه، بعد مضي أسبوع واحد على مظاهرة أصغر منها، خرجت تأييدا للرئيس التونسي ولقراراته.

وقالت سميرة الشواشي، نائب رئيس البرلمان المنحل، “أصبح واضحا أن الشارع يدعم العودة إلى المسار الديمقراطي”.

وتتّهم الشواشي، ومعها سياسيون آخرون، الرئيس سعيد بأنه قاد انقلابا سياسيا في البلاد، بما يتنافى، مع المبادئ الديمقراطية للدولة، في وقت تمرّ فيه البلاد بأزمة اقتصادية ومالية حادة، أثرت بالسلب على القدرة الشرائية للمواطنين التونسيين، ما دفع بالحكومة إلى خوض محادثات مع صندوق النقد الدولي بشأن الاستفادة من حزمة إنقاذ تخرج البلاد من ضائقتها.

وفي وقت ينفي فيه سعيّد، قيادته لانقلاب سياسي ضدّ خصومه السياسيين، يقول الأخير أن تدخله “قانوني” وضروري لإنقاذ تونس من حالة الشلل السياسي والركود الاقتصادي المستمرين منذ سنوات، بسبب من أسماها بـ “النخبة الفاسدة التي تعمل لتحقيق مصالحها بعد أن سيطرت على الحكم”.

وعمل الرئيس التونسي، منذ تولّيه الحكم على تعزيز سلطته على الجهاز التنفيذي، بانتقاله إلى الحكم بمراسيم، وعزمه على طرح دستور جديد للبلاد، يكون بديلا لذلك الذي أقرّ في 2014، الذي جاء ثمرة شهور من المفاوضات المكثفة بين طيف واسع من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، ومن بينها الاتحاد العام التونسي للشغل وهو منظمة قوية تضم أكثر من مليون عضو.

ويرفض سعيّد كل الدعوات، لإجراء حوار شامل مماثل قائلا إن “من عارضوا إجراءاته يجب ألا يشاركوا في أي مناقشات حول مستقبل تونس”.

ومن جانبه، قال السياسي المخضرم نجيب الشابي، في كلمة أمام المحتجين “التونسيون يرفضون تغيير هيئة الانتخابات… التونسيون موجودون هنا لرفض استفتاء سعيد”.