فرنسا : تجمع الآلاف من الفرنسيين بساحة الجمهورية بباريس و العديد من كبريات المدن تكريما لأستاذ التاريخ المقطوعة رأسه

نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

 

حشود كبيرة ضمت عشرات الآلاف من الفرنسيين ظهيرة اليوم الأحد 18 أكتوبر بساحة الجمهورية بباريس و العديد من كبريات المدن الفرنسية، تولوز ، ليون ، مرسيليا ، بوردو ، تور ، ستراسبورغ، نانت، ليل…و غيرها، من أجل تكريم أستاذ التاريخ صامويل باتي الذي قطعت رأسه الجمعة 16 أكتوبر بالقرب من المتوسطة التي يدرس فيها بكوفلان سانت أونورين، على يد شاب لاجئ مولود بموسكو، من أصل تشيشاني، يبلغ من 18 سنة.

و إنضمت إلى الحشود أعداد كبيرة من الشخصيات السياسية بساحة الجمهورية، على رأسها رئيس الوزراء جون كاستيكس إلى جانب عمدة باريس آن إيدالغو و أيضا زعيم حزب ” فرنسا الأبية جون لوك ميلانشون، رئيسة منطقة إيل دو فرانس فاليري بيكريس، فضلا عن مجموعة من الرابطات المناهضة للعنصرية و  المنظمات النقابية للأساتذة و المعلمين.

“أنا صامويل” و ” أنا أستاذ”

و حمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها ” أنا صامويل” أنا أستاذ”، ” لا تلمس ، أستاذي” ” أستاذ مقتول ، الحرية في خطر”، أعادت إلى الأذهان سيناريو هجمات 2015 الإرهابية التي طالت المجلة الساخرة ” شارلي إيبدو ” في الدائرة الحادية عشر بباريس، طاقم هذه الأخيرة ( شارلي إيببدو ) كان حاضرا  لاسيما أن مقتل أستاذ التاريخ صامويل باتي كان  بسبب عرضه لرسومات كاريكاتورية للنبي محمد في درس حول حرية التعبير.

هذا و رفع البعض من المتظاهرين نسخا من مجلة شارلي إيبدو لعددها السابق التي أعادت فيه نشر الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد تزامنا أنذاك مع إنطلاق محاكمة المتورطين في هجمات 2015 الإرهابية.

“أنا مسلم ، أنا ضد العنف”

كما لم يتخلف الفرنسيين من الإنتماء الإسلامي عن هذه التجمعات عبر مختلف أنحاء التراب الفرنسي منهم الأساتذة ، الطلبة ، الإطارات، النواب، المندبون المحليون، مدراء مدارس ، رؤساء جمعيات مسلمة على رأسها الإتحاد العام للجمعيات المسلمة بسان سانت دوني” أويام” 93 و حتى الأئمة، جميعهم رغبوا في التعبير عن سخطهم و رفضهم بشدة للبربرية الإرهابية مذكرين بقيم الإسلام كدين حنيف ينبذ كل أشكال العنف و الكراهية بين الناس.

و أكد هؤلاء الفرنسيين المسلمين تمسكهم بحرية التعبير معلنين تضامنهم مع الأساتذة و مدرسة الجمهورية تصديا لإرادة بعض المتطرفين من أجل تقسيم الفرنسيين.

وقال إتحاد الجمعيات المسلمة في بيانه الداعي إلى التجمع ظهيرة اليوم الأحد 18 أكتوبر، بساحة الجمهورية ” سنجيب بوحدة الجمهورية و لحمتها مثلما قمنا به في اليوم الموالي لهجمات شارلي إيبدو… نذكر أن العنف ليس له مكانا في ديانتنا التي تدعو إلى الأخوة و إحترام الإختلافات”

وكان إتحاد الجمعيات المسلمة بسان سانت دوني أويام 93 حاضرا بساحة الجمهورية بباريس رافعا شعارات ” ” ليس بإسمي” ” نرفض كل أشكال العنف و البربرية”.

و من جهته، ندد مجلس الأئمة بفرنسا، بجريمة القتل البشعة التي راح ضحيتها أستاذ التاريخ صامويل باتي . مؤكدا بأن مواقف المجلس واضحة و شفافة منذ تأسيسه” روح الإنسان مقدسة و لا يحق لأي شخص المساس بها … و من قتل نفسا كأنما قتل البشرية جمعاء”

و أوضح مجلس الأئمة بفرنسا على لسان ناطقه الرسمي الأمين العام ضوء مسكين، أن مجلس الأئمة بفرنسا لم يخول الصلاحيات لأي شخص بالتحدث بإسمه عن هذه التراجيديا أو عن أي قضايا أخرى.

و قال الإمام ضوء مسكين ” نتبرأ من أي تصريحات تم توظيفها بإسم مجلس الأئمة بفرنسا”.

و صدمت عملية قتل أستاذ التاريخ البالغ من العمر 47 سنة، بالقرب من المتوسطة التي يدرس بها الجمعة 16 أكتوبر، الفرنسيين الأمر الذي دفع الجميع من أعلي هرم في السلطة إلى غاية المواطن الفرنسي إلى التنديد بهذه البربرية و الدفاع عن قيم الجمهورية الفرنسية.

 

 

 

 

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

hms

لبنان يردّ رسميا على مبادرة فرنسية لوقف التصعيد مع إسرائيل

سلم وزير الخارجية اللبناني السفير الفرنسي في لبنان، الجمعة، رد بيروت على مبادرة باريس الرامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS