Sans titre 1 copie 2
كريسيتان توبيرا، وزيرة العدل السابقة تنسحب من سباق رئاسيات 2022

كريستيان توبيرا.. هل سترمي المنشفة ؟

 

اشتهرت بدفاعها المستميت عن زواج المثليين، ووقفت وراء تقنينه في 2016، وواجهت طاقما حكوميا بأكمله رافضة مشروع قانون يقضي بإسقاط الجنسية الفرنسية عن حاملي الجنسيتن المتورطين في قضايا الإرهاب.. إنها برلمانية ومدافعة عن الحقوق والحريات، وهي وزيرة العدل التي تجاوزت البروتوكولات وغادرت وزارتها في دراجة هوائية.. إنها المترشحة للرئاسيات، المستقلة و المحسوبة على اليسار الراديكالي كريستيان توبيرا.

هدى مشاشبي/ ميديا ناو بلوس 

كريستيان توبيرا، سياسية فرنسية اختارت دخول سباق رئاسيات 2022، المزمع تنظيمها في أفريل المقبل، وهي تؤكد سعيها شبه المستحيل لجمع شمل معسكر اليسار المنقسم والذي يضم أصلا الكثير من المرشحين أبرزهم ميلانشون، جادو وهيدالغو.
ولدت كريستيان توبيرا في 2 فيفري 1952 في مدينة كايين في غويانا الفرنسية، وحصلت على شهادة الليسانس في العلوم الاجتماعية، وشهادة في علم الأعراق الأفروأميركية من جامعة باريس، وهي متحصلة كذلك على دبلوم السلك الثالث في تخصص العلوم الاقتصادية. كما تابعت توبيرا دراسات عليا في تخصص الزراعة والتغذية داخل المعهد الفرنسي للتعاون الزراعي.
بدأت توبيرا حياتها المهنية عام 1978 بتدريس العلوم الاقتصادية، وشغلت منصب مديرة جمعية زراعية في غويانا ما بين عامي 1982 و1985. ومنذ سنة 1990 شغلت عضوية مكتب التعاون والتجارة الخارجية في غويانا.
واستهلت توبيرا مسارها السياسي عام 1978 داخل حزب أسسه زوجها رولاند ديلانون عام 1974، يطالب بالاستقلال عن فرنسا. وأدارت مجلة “ماوينا” لدعم أفكار الحزب بالاستقلال.

غير أن مجيء الاشتراكي فرانسوا ميتران إلى السلطة عام 1981، دفع توبيرا لتغيير أفكارها، والتخلي عن نزعة الاستقلال، وأنشأت برفقة زوجها حزب “والواري” الذي ظلت رئيسة له منذ 1993، واندمجت مع فريق نيابي صغير بالبرلمان ممثلة عن غويانا ما بين 1993 وحتى 2012. كما اختيرت توبيرا نائبة في البرلمان الأوروبي لمدة خمس سنوات.

في ماي 2012، اختيرت كريستيان توبيرا وزيرة للعدل في حكومة مارك إيرولت، وأثار تعيينها لغطا كبيرا في الوسط السياسي بالنظر إلى أن توبيرا ليست من العائلة الاشتراكية، وليس لديها تكوين قانوني، كونها درست الاقتصاد والفلاحة ولم تهتم بالقانون.
اشتهرت توبيرا بدفاعها المستميت عن زواج الشواذ الذي أثار جدلا في فرنسا بين الرافضين والمؤيدين، حيث نظم الرافضون مسيرات مناهضة وكذلك فعل المؤيدون، وباتت توبيرا منذ ذلك الوقت عدوا لدودا للمنظمات المؤيدة للزواج الطبيعي، وكذلك للمؤسسات الكاثوليكية، خاصة بعد موافقة المجلس التشريعي على القانون.
وعرف عن توبيرا قدرتها الفائقة على إتقان الحديث إلى الجمهور، لكنها تعرضت خلال شغلها لمنصب وزيرة للعدل لانتقادات شديدة بسبب القوانين والمبادرات التي أقدمت عليها، وبعضها أقلق اليمين المتطرف الذي كان يصفها بالخطر الداهم المهدّد لفرنسا.
وبعد تفاقم الخلاف مع الطاقم الحكومي برئاسة مانويل فالس، بشأن قضية إسقاط الجنسية الفرنسية عن حاملي الجنسيتين من المتورطين في قضايا الإرهاب، أعلنت توبيرا استقالتها من منصبها كوزيرة للعدل في 27 جانفي 2016، فغادرت مقر الوزارة وهي تقود دراجتها الهوائية في مشهد أثر في موظفيها الذين وقفوا تحية لها وكذلك فعل المواطنون الذين استوقفوا توبيرا لأخذ الصور التذكارية معها وهي التي تخلت عن السيارة الفارهة التي تلازم تنقلات الوزراء.

وفي كتاب أصدرته بعد أيام قليلة من استقالتها بعنوان “همسات للشباب” وصفت توبيرا إسقاط الجنسية عن المحكومين المرتبطين بجرائم “الإرهاب” بأنه أحد أشكال “العقاب غير المتكافئ” وسيؤدي إلى عواقب “وخيمة”.

قرار استقالة توبيرا رحب به اليمين المتطرف، وأعربت رئيسة الجبهة الوطنية آنذاك والمترشحة الحالية للرئاسيات الفرنسية في صفوف اليمين المتطرف، مارين لوبان، عن سعادتها لاستقالة توبيرا، واصفة استقالتها بـ “الخبر السار لفرنسا” زاعمة أنها “أسوأ من تولى منصب وزارة العدل في تاريخ الجمهورية، وأخيرا تخلصنا منها”.

نشرت توبيرا عدة مؤلفات على غرار “همسات للشباب” “أقوال الحرية، العبودية محكية لابنتي، موعد مع الجمهورية” “مساواة للمقصيين.. السياسة في مواجهة التاريخ والذاكرة الاستعمارية”.

ولعلّ أكثر ما تسعى إليه كريستيان توبيرا، هو توحيد صفوف اليسار الفرنسي المشتت، وهي التي صرحت بعد فوزها في الانتخابات التمهيدية الشعبية  قائلة: “نريد يسارا موحدا، يسارا قويا” مشيرة إلى “طريق رائع أمامنا” وداعية سائر المرشحين إلى “توحيد الصفوف”.

لكن توبيرا تواجه وعلى غرار عديد المترشحين عقبة جمع التوقيعات الضرورية لضمان ترشحها رسميا للسباق الرئاسي، فقبيل أربعة أيام فقط من انتهاء المهلة القانونية لإيداع ملفات الترشح والذي يسبق الإعلان عن القائمة الرسمية والنهائية للمترشحين لخوض غمار الرئاسيات، لم تتمكن كريستيان توبيرا من جمع أكثر من 104 توقيع، إضافة إلا أنه لم يتبق لديها السند الكافي الذي يدعمها في حملتها بعد انسحاب حزب اليسار الراديكالي، على الرغم من تأكيدها لمواصلة العمل من أجل الظفر بمكانة في هذا السباق الرئاسي. فهل ستنجح توبيرا في مساعيها ؟ أم أنها سترمي المنشفة في ظل تشتت اليسار ؟

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

parisccc

فرنسا: الجمعية الوطنية تتبنى قرارا يندد بـ”القمع الدامي والقاتل” لجزائريين في 17 أكتوبر 1961

أيد 67 نائبا اقتراح قرار “يندد بالقمع الدامي والقاتل في حق الجزائريين، تحت سلطة مدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS