ميديا ناو بلوس
كشفت ” فوربيدن ستوريز” و متعاونيها ال 16، من بينهم، خلية التحري و تقصي الأخبار لراديو فرانس، اليوم الثلاثاء 20 جويلية، عن معلومات جديدة حول قضية برنامج “بيغاسوس للتجسس”، و يتعلق الأمر هذه المرة بإستهداف الهواتف النقالة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جانب 14 من وزراء الحكومة على رأسهم رئيس الوزراء السابق إدوارد فيليب، رئيس الأمن السابق ، ألكسندر بينالا، مستشاره حول إفريقيا فرانك باريس، من طرف المغرب، حسب المصادر المذكورة.
و أفادت المعلومات الأخيرة بأن هاتف الرئيس ماكرون، تم وضعه تحت المجهر المغربي خلال شهر مارس 2019 عندما أدخلت وكالة للإستخبارات بالمغرب، هذه الأخيرة زبونة لدى الشركة الإسرائلية المطورة لبرنامج “بيغاسوس للتجسس”، أحد أرقام هاتف نقال ماكرون الذي تم تسريبه خلال دوري الإنتخابات الرئاسية 2017 ، حيث إستمر في إستخدامه مباشرة بعد وصوله إلى قصر الإليزيه.
و أوضحت ذات المصادر أن الهدف من عملية التجسس : جمع مختلف المعلومات التي يحتويها هاتف الرئيس ماكرون من محادثات و ربما حتى تشغيل الصوت و الكاميرا.
لماذا تم وضع هاتف ماكرون تحت المجهر ؟
و رجحت المعلومات الواردة فرضية إستهداف هاتف الرئيس ماكرون إلى إنشغال الرئيس الفرنسي خلال سنة 2019 بالوضع في الجزائر و تتبعه عن كثب مع نهوض الحراك.
و أضافت ذات المصادر بأن ما زاد تأكيد هذه الفرضية ( إنشغال المغرب بالوضع في الجزائر من بين أولوياته)،وجود من بين المستهدفين أيضا من قبل المغرب الدبلوماسي لخضر براهيمي الذي تم تكليفه بتحضير الإنتقال السياسي داخل الجزائر بعد تنحي الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة . و تم إستهداف هاتف لخضر براهيمي النقال في نفس الفترة التي تم إستهداف من خلالها الرئيس ماكرون.
و قالت الإليزيه بأن هذه الوقائع جد خطيرة لكنها تتوخى الحذر. و أضافت بأنها ستتخذ كامل الإجراءات للتقصي و التحري فيما يخص هذه المعطيات الجديدة. فيما وصفها رئيس الوزراء بجد خطيرة في حال تم إثبات هذه المعلومات.
إستهداف ميديا بارت
و كان مؤسس “ميديا بارت “، إيدوي بلينيل، قد كشف الإثنين 19 جويلية، بأنه سيتم إيداع شكوى لدى المدعي العام ضد المغرب عقب إستخدام مخابراتها السرية برنامج ” بيغاسوس ” للتجسس على الهواتف المحمولة للصحفيين ” ليناي برودو ” و ” إيدوي بلينيل “خلال سنتي 2019 و 2020
و قال الصحفي و مؤسس الموقع ” إيدوي بلينيل ” في حوار خص به فرانس أنفو بأن فترة وضع هاتفه النقال رهن التجسس تعود إلى فترةوجيزة تنقل فيها إلى المغرب لتغطية حراك الريف هناك بعين المكان و مساندتهم، أين قامت زميلته بإجراء تحقيق على رئيس المخابرات السرية.
و أضاف الإعلامي بأن من بين 50 ألف هاتف نقال مستهدف يوجد 10.000 بأوامر من المغرب من ضمنها 1000 شخصية بفرنسا .و دعا إيدوي بلينيل السلطات الفرنسية إلى التحرك و عدم التجاهل الأمر الذي وصفه بالخطير عندما يتم إستهداف الصحافة المستقلة التي تقوم بعملها و حماية مصادرها بالدرجة الأولى.
و خصص موقع ” ميديا بارت ” الإلكتروني عددا خاصا في مجموعة من المقالات بعناوين ” المغرب يتجسس على ميديا بارت “.
Communiqué de @Mediapart : En 2019 et 2020, les téléphones portables de nos journalistes Lénaïg Bredoux et Edwy Plenel ont été infectés par le logiciel espion Pegasus, actionné par des services secrets marocains. Nous déposons plainte aujourd'hui même.https://t.co/vUOAw22QKn
— Edwy Plenel (@edwyplenel) July 19, 2021
و دعا إيدوي بلينيل السلطات الفرنسية إلى التحرك و عدم التجاهل الأمر الذي وصفه “بالخطير و مساس بالحريات الأساسية” عندما يتم إستهداف الصحافة المستقلة التي تقوم بعملها و حماية مصادرها بالدرجة الأولى، من قبل قوة أجنبية.
و كتب الموقع ” نحن في إنتظار رد فعل صارم بعيد عن تلك الإدانة الشكلية”.
و خصص موقع ” ميديا بارت ” الإلكتروني عددا خاصا في مجموعة من المقالات بعناوين ” المغرب يتجسس على ميديا بارت “.
Projet Pegasus | Mediapart, à travers les téléphones de ses journalistes @LenaBred et @edwyplenel, a été la cible de la surveillance des services secrets marocains. Nous portons plainte ce jour auprès du procureur de la République. https://t.co/ynK2SHNru8 pic.twitter.com/BgwQ5c2ck3
— Mediapart (@Mediapart) July 19, 2021
و كشفت مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية و الدولية، الأحد 18 جويلية، “واشنطن بوست” و”غارديان” و”لوموند” وغيرها من وسائل الإعلام الإخبارية بأنه تم إستخدام برنامج خبيث يدعى “بيغاسوس” من تطوير مجموعة “ان.اس.او” الإسرائيلية للتجسس على قرابة 50 ألف شخصية سياسية و إعلامية عبر العالم، متسببة في تسريب معلومات عنهم.
استُهدف نشطاء وصحافيون وسياسيون من حول العالم بعمليات تجسس بواسطة برنامج خبيث للهواتف الخلوية طوّرته شركة إسرائيلية، وفق تقارير نشرت الأحد، ما زاد المخاوف من انتهاكات واسعة النطاق للخصوصية والحقوق.
والتسريب عبارة عن قائمة تضم ما يصل إلى 50 ألف رقم هاتفي يعتقد أنها لأشخاص تعتبرهم “ان.اس.او” موضع اهتمام منذ العام 2016، وفق التقارير.
و تضم القائمة أرقام ما لا يقل عن 180 صحافيا و600 سياسي و85 ناشطا حقوقيا و65 رجل أعمال… وفق التحليل الذي أجرته المجموعة التي حددت العديد من الأرقام في المغرب والسعودية والمكسيك.
ولم يتم اختراق كل الأرقام الهاتفية الواردة في القائمة، وقالت وسائل الإعلام الإخبارية المطّلعة على التسريب إن تفاصيل بشأن هويات الأشخاص الذين طاولتهم القرصنة ستعلن في الأيام المقبلة.
و ورد في القائمة أرقام هواتف صحافيي منظمات إعلامية من حول العالم بينها وكالة فرانس برس و”وول ستريت جورنال” و”سي.ان.ان” و”نيويورك تايمز” و”الجزيرة” و”فرانس.24″ و”راديو فري يوروب” و”ميديابارت” و”إل باييس” و”أسوشيتد برس” و”لوموند” و”بلومبرغ” و”ذي إيكونوميست” و”رويترز” و”فويس أوف أميركا” و”غارديان”.
وكان مركز أبحاث “سيتيزين لاب” في جامعة تورنتو و”منظمة العفو الدولية” قد أفادا سابقا بأن البرنامج استخدم لقرصنة هواتف مراسلي “الجزيرة” وصحافي مغربي.
ومن بين ما يرد في القائمة أيضا رقمان يعودان لامرأتين قريبتين للصحافي السعودي جمال خاشقجي الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول في العام 2018.
وأفادت “واشنطن بوست” بأن أرقاما واردة في القائمة تعود إلى رؤساء دول ورؤساء حكومات وإلى أفراد عائلات ملكية عربية ودبلوماسيين وسياسيين ونشطاء ومدراء شركات.
وبحسب التقارير، كثير من الأرقام التي تضمّها القائمة يتواجد أصحابها في عشرة بلدان هي السعودية والإمارات والبحرين وأذربيجان والمجر والهند وكازاخستان والمكسيك والمغرب ورواندا.
وبحسب صحيفة “غارديان” يشير التحقيق إلى “استغلال واسع النطاق ومستمر” لبرنامج بيغاسوس الذي تشدد “ان.اس.او” على أن الهدف منه كشف المجرمين والإرهابيين.
وكانت منظمة العفو الدولية ومنظمة “فوربيدن ستوريز” الإعلامية غير الربحية ومقرها باريس قد اطّلعتا على التسريب الذي أبلغتا به المنظمات الإعلامية.
وكانت “ان.اس.او” وهي شركة رائدة في قطاع البرامج الخبيثة الخاصة النامي والقليل التنظيم قد أبلغت الشرطة باستغلال جهات لبرنامجها.
وهي وصفت المعلومات الواردة بهذا الشأن بأنها مزاعم مضخّمة ولا أساس لها، وفق واشنطن بوست، ورفضت تأكيد هويات عملائها، حسبما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.