جدري القرود: الصحة العالمية تتوقّع ظهور المزيد من الحالات في العالم

كشفت منظمة الصحة العالمية، الأحد، عن تلقيها لتقارير من 12 دولة تؤكد إصابة 92 شخصا بمرض جدري القرود، مشيرة إلى وجود 28 حالة أخرى يشتبه بإصابتها بالمرض، مع توقعها ظهور مزيد من الحالات عالميا.

هدى مشاشبي / الوكالات

وأضافت المنظمة أن “المعلومات المتاحة تشير إلى أن انتقال العدوى من إنسان لآخر يحدث بين أشخاص على اتصال جسدي وثيق مع الحالات التي تظهر عليها أعراض”.

ومن جهته، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن عدوى جدري القرود تشكل مبعث قلق، مشيرا إلى أن إدارته تبحث في مسألة اللقاحات والعلاجات المتوفرة.

بدورها، حذرت السلطات الصحية في النرويج من احتمال انتشار جدري القرود في العاصمة أوسلو.

وفي بريطانيا، تواصل وكالة أمن الصحة وخدمة الصحة الوطنية تحقيقاتها في انتشار حالات إصابة، بعدما كشفت أن عدد الحالات في البلاد تضاعف إلى 20 حالة.

وفي حين يقول خبراء الصحة إن المرض لن يؤدي إلى انتشار وباء جديد بمستوى فيروس كورونا، إلا أنهم يحذرون من خطورته ويدعون إلى ضرورة التعامل معه بجدية.

ويعد جدري القرود من الأمراض المعدية التي عادة ما تكون خفيفة ومتوطنة في أجزاء من غرب ووسط أفريقيا، وينتشر عن طريق الاتصال الوثيق؛ لذلك يمكن احتواؤه بسهولة نسبيا من خلال تدابير مثل العزلة الذاتية والنظافة الشخصية.

لا ينتقل بسهولة

ونقلت وكالة رويترز عن المسؤول بمنظمة الصحة العالمية ديفيد هيمان، أن لجنة دولية من الخبراء اجتمعت عبر مؤتمر مرئي للنظر في ما يلزم دراسته حول تفشي المرض وإبلاغه للجمهور، بما في ذلك إذا ما كان هناك أي انتشار من دون ظهور أعراض، ومن هم الأكثر عرضة للخطر، والطرق المختلفة للانتقال.

وقال هيمان، إن الاتصال الوثيق هو الطريق الرئيسي لانتقال المرض، وقال إن الآباء والأمهات الذين يعتنون بأطفال مرضى مثلا معرضون للخطر، وكذلك العاملون في مجال الصحة، ولهذا السبب بدأت بعض البلدان في تطعيم فرق علاج مرضى جدري القرود باستخدام لقاحات الجدري.

كما تم تحديد العديد من الحالات الحالية في عيادات الصحة الجنسية، ويشير التسلسل الجيني المبكر لعدد قليل من الحالات في أوروبا إلى وجود تشابه مع السلالة التي انتشرت بطريقة محدودة في بريطانيا وإسرائيل وسنغافورة عام 2018.

وأضاف هيمان، إنه “من المعقول بيولوجيا” أن الفيروس كان ينتشر خارج البلدان التي يتوطن فيها، لكنه لم يؤد إلى تفش كبير نتيجة إجراءات الإغلاق المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا كوفيد-19 والتباعد الاجتماعي وقيود السفر.

وشدّد المتحدث ذاته، على أن تفشي جدري القرود لا يشبه الأيام الأولى لجائحة كورونا، لأنه لا ينتقل بسهولة، وقال إن الذين يشتبهون في تعرضهم للمرض أو الذين تظهر عليهم أعراضه، بما في ذلك الطفح الجلدي والحمى، يجب عليهم تجنب الاتصال الوثيق مع الآخرين، مضيفا أن “هناك لقاحات متاحة لكن الرسالة الأهم هي أنه يمكنك حماية نفسك”.