نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
أحيت منتصف نهار اليوم الخميس 11 جوان، جمعية جوزيت و موريس بباريس، بمقبرة “بير لا شيز” بالدائرة ال 20 بالعاصمة الفرنسية، الذكرى ال 63 لإختطاف أستاذ الرياضيات بجامعة الجزائر العاصمة، و المناضل من أجل إسقلال الجزائر موريس أودان.
صورة للنصب التذكاري لموريس أودان الأول من نوعه لمكافح من أجل إستقلال الجزائر بفرنسا بمقبرة “بير لا شاز” بباريس
وأكدت الجمعية على لسان رئيسها “بيار مانسات” من خلال إحياء كفاح الزوجين و تكريم الراحلة أرملة موريس، جوزيت أودان، بأن الجمعية لا تزال مستمرة في مواصلة كفاحها من أجل الكشف عن الحقيقة و تحقيق العدالة إلى جانب تضامنها مع كفاح الشعب الجزائري و أيضا للحراك الشعبي.
و ركز المتحدث في كلمته أمام الحضور من السلطات المحلية لبلدية باريس و الرياضي “سيدريك فيلاني” و عمدة باريس السابق “بارتران ديلانويه” على ضرورة الإلحاح على فتح الأرشيف أمام الفرنسيين و الجزائريين لإخراج الحقيقة إلى النور.
الرياضي سيدريك فيلاني على اليسار في الصورة بجنب عمدة باريس السابق بارتران دي لانويه
و من جهتها قالت الناشطة النسوية الفرانكوجزائرية صنهاجة أخروف، في كلمة لها أن ساحة أودان في الجزائر العاصمة أصبحت اليوم رمز أبناء الجزائر الحراكيين شبان و شبات ، رجال و نساء الذين جعلواز منها محط مظاهراتهم كل جمعة للمطالبة بحقوقهم و مواصلة كفاح جوزيت و أودان.
الناشطة النسوية صنهاجة أخروف في الصورة على يسار نجل موريس أودان بيار أودان
و توفيت جوزيت أودان في 2 فيفري 2019 عن عمر ناهز 87 سنة بعد 6 أشهر من تحقيقها إنتصارا كبيرا لذاكرة زوجها بعد كفاح طويل دام أزيد من 61 سنة رفقة أبنائها. عقب إختطاف موريس أودان في 11 جوان 1957 من منزله من قبل مضليين فرنسيين أنذاك بعد إتهامه بإيواء أفراد ينتمون إلى الخلية المسلحة للحزب الشيوعي الجزائري و نقل على إثرها إلى مكان آخر.
الزوج موريس و جوزيت أودان
و بعد عشرة أيام تم إبلاغ زوجته جوزيت أودان بأنه فر خلال عملية نقله، و إستمرت هذه الرواية الرسمية التي تبناها العسكر طيلة هذه السنوات إلى غاية سنة 2014 حيث أكد الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند هلاك موريس أودان خلال إعتقاله مسقطا رواية الفرار المعتمدة منذ حقبة من الزمن.
و كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد إعترف في 13 سبتمبر 2018،لدى تنقله إلى المنزل العائلي لأرملة موريس جوزيت أودان، بمسؤولية الدولة الفرنسية في إستخدام نظام التعذيب إبان الحرب في الجزائر.
وجاء إعتراف ماكرون بعد 61 سنة من مطالبة أرملة أستاذ الرياضيات الفرنسي “موريس أودان ” مناضل من أجل إستقلال الجزائر، فرنسا الإقرار بتعذيبها لزوجها و قتله من قبل الجنود الفرنسيين سنة 1957 بالجزائر.
و سلم ماكرون لأرملة أودان جوزيت بيانا أعلن فيه ” بأنه حان الوقت بأن تكمل الأمة عمل الحقيقة حول هذه المسألة… و أن رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون قرر فتح الأرشيف الخاص بالمفقودين الجزائريين و الفرنسيين سواء من العسكريين أو المدنيين” وفقا لما سبق و كشفت عنه الإليزيه.
و إعتذر ماكرون أمام جوزيت أودان قائلا ” الشيئ الوحيد الذي أقوم به هو الإعتراف بالحقيقة”، لترحب بذلك أرملة أودان متنفسة الصعداء … و أخيرا بعد كفاح طويل للبحث عن حقيقة ما جرى لزوجها المختطف بعد أزيد من 61 سنة قائلة أنذاك للرئيس ماكرون ” هذا الإعتراف سيدخل في إطار محاربة سياسة التعذيب التي أستخدمت كآداة للقمع و نشر الرعب في العالم”.