87736593 585281565356040 4812677993820323840 n

جنيف : مؤتمر الرابطة يتبنى 30 مبادرة و يوصي بسن تشريعات تمنع معاداة أتباع الأديان والأعراق أو التّحريض عليها

جنيف/  ع. ق
 بحضور وإشادة راعية الجلسة الختامية رئيسة البرلمان السويسري السيدة إيزابيل موغي، والمبعوث الأمريكي السفير إيلان كار، ورئيس وزراء النرويج السابق السيد كيل ماغني بوندفك، ونائب رئيس مجلس الشورى الشعبي بإندونيسيا الدكتور محمد هداية نور وحيد، وشخصيات دينية كبيرة من مختلف الأديان من عديد الدول، تمّ “إعلان جنيف”  بتبني 30 مبادرة بآلياتها التنفيذية لتحصين الشّباب ضدّ أفكار التطرف.
اختتم مساء اليوم الأربعاء بمقر الأمم المتحدة في جنيف، المؤتمر الدولي حول “مبادرات تحصين الشّباب ضدّ أفكار التطرّف والعنف وآليات تفعيلها”، والّذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، بحضور خيرة الأمّة الإسلامية وكذا أبرز علماء الأديان.
و أشاد المبعوث الأمريكي الخاص للمراقبة ومكافحة التمييز والعداء اتجاه اليهود بوزارة الخارجية الأمريكية، السفير إيلان كار، في جلسة “إعلان جنيف”، بالتاريخ الإسلامي، مؤكّدًا أنّ “أهل الكتاب من اليهود والمسيحيين كانوا يتمتعون بحماية وامتيازات غير مسبوقة في التاريخ الإنساني تحت الحكام المسلمين”.
وقال السفير إيلان كار “لنرفع أصواتنا ونقول نحن نرغب في تحقيق مستقبل زاهر للتّسامح والتّعاطف”، متسائلا في ذات السياق “ماذا سنعمل لتحقيق ذلك؟، وهل سنواصل هذا الزّخم وهذه الإرادة لتحقيق إرادة التغيير الحذري؟”.
ليحيب: يتعيّن علينا أن نتأكّد على تحقيق مستقبل الشّباب، ويتعيّن علينا أن نمدّ”هم الرّعاية اللازمة  لتحقيق عالم جديد. ودعا كار إلى “تبنّي الشّراكات فيما بيننا”، مؤكّدًا أنّ “أمريكا ترغب في ذلك”، وأضاف “أنا معكم لتحقيق هذا العالم في المستقبل”.
من جهته، حذّر نائب رئيس مجلس الشورى الشعبي بإندونيسيا الدكتور محمد هداية نور وحيد، من “محاولات لإثارة الصّراع بين المتدينين وخاصة لدى الشّباب”.
وقال الدكتور محمد هداية نور وحيد “مؤتمرنا استراتيجي، وجمع نخبة مهمّة من الشّخصيات المؤثّرة على السّاحة العالمية”، مؤكّدًا أنّ “الإرهاب لا دين له ولا جنسية، بل إنّ المتدينين هم أكثر ضحاياه”.
في حين، أوضح رئيس وزراء النرويج السابق السيد كيل ماغني بوندفك، أنّ “الخطاب الّذي يصوّر المسلمين كأعداء في دول أوروبية مؤسف ويَحُول دون تفاهم الثقافات ويضع أسسًا للتطرف؛ ومعظم الأحداث الإرهابية ارتكبها اليمين أو اليسار المتطرف”.
PHOTO 2020 02 27 18 34 40
وأشار السيد كيل ماغني بوندفك، إلى أنه “من أجل تعزيز التعايش الثقافي لا يتعيّن قبول كلّ شيء، وإنّما يتعيّن أن نقيم تسامح عالمي من المواطنة للعيش بسلام”. متسائلا: “كيف يمكننا التعايش وسط جذور الكراهية”.
كما نوه بوندفك إلى وجود مصدرين للتطرف “الأوّل عند التّعامل بازدراء للطرف الآخر، سواء تعلّق الأمر بالدّين أو الثقافة، والثاني تهميش الطرف الآخر”، مؤكّدًا “لدينا نوع من التّحالف العالمي للقضاء على التطرف، وذلك باستخدام الأمن والموارد المادية”.
وشدّد كيل ماغني على “أهمية الحوار بين الأديان، وعلى استخدام القيم المشتركة من أجل تعبئة الشعوب لأجل السّلام”.
بينما قالت رئيسة البرلمان السويسري إيزابيل موغي، “نرحّب بالجهود الّتي تبذلها ‫رابطة العالم الإسلامي في محاربة التطرف والعنف”.
وأكّدت السيدة إيزابيل موغي، أنّ “المجموعات الدّينية تلعب دورًا مهمًّا، وأرحّب بجهود الرابطة”، مشدّدة على “محاربة التطرف والعنف” وقالت إنّه “مهم”.
PHOTO 2020 02 27 18 34 51
وحثّث رئيسة البرلمان السويسري على “الحوار بين الأديان”، وأضافت “يتعيّن علينا أن نحترم كلّ الثقافات”.
وأوضحت أنّ المجلس السويسري للأديان يمثّل العديد من أتباع الدّيانات، كما أنّ المقاطعات المختلفة لديها علاقات متميّزة مع الأقليات”،مشيّدة بـ”التجربة النّموذجية السويسرية للتّعامل مع المجموعات الإسلامية”.
من جهته، أكّد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشّيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، أنّ أنّه تمّت مناقشة عدد من الموضوعات المهمّة مثّلت محاور هذا المؤتمر، والّذي ركّز على الشّباب وحمايتهم من التطرف والتطرف العنيف، وناقشها شخصيات عالمية متخصّصة ومؤثّرة.
وأشار الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى إلى أنّ المبادرات المطروحة “30 مبادرة” ركّزت على موضوع مهم وهو التّعليم وعلى أهمية الأسرة وتعزيز دورها في حماية الشّباب من أفكار التطرف والعنف.
  دعا إعلان جنيف لتحصين الشباب ضدّ أفكار التطرف، إلى سنّ التشريعات الّتي تكفل منع خطاب الكراهية والعنصرية والتّهميش، مع أحقية قيام الدولة الوطنية بعمل الاحتياطات الّتي تمنع أيّ أسلوب يستهدف ثقافتها أو تغيير ديموغرافيتها الوطنية الّتي شكّلتها الأكثرية دون أن يمسّ هذا الحقّ بحقوق المواطنة بخاصة وحقوق الإنسان بعامة.
وحثّ المشاركون في ختام المؤتمر العالمي حول “مبادرات تحصين الشّباب ضدّ أفكار التطرف والعنف وآليات تفعيلها” في مقر الأمم المتحدة بجنيف، اليوم، المؤسسات الدّينية والفكرية على القيام بما يجب عليها من التصدّي لأفكار التطرف والعنف والإرهاب وذلك بالدخول في تفاصيل أيديولوجيتها وتفكيكها بعمق ووضوح.
وطالب 44 مشاركًا دوليًا من مختلف الأديان من عدّة دول بعد عقدهم ست جلسات خلال يومين (الثلاثاء والأربعاء)، في مقر الأمم المتحدة في جنيف، وبحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، ورئيسة البرلمان الفيدرالي السويسري إيزابيل موغي، ورئيس الوزراء النرويجي الأسبق كيل ماغني بوندفك، ونائب رئيس مجلس الشورى الشعبي الإندونيسي الدكتور محمد هداية نور وحيد، والمبعوث الأمريكي الخاص لمراقبة ومكافحة التمييز والعداء اتجاه اليهود بوزارة الخارجية الأمريكية السفير إيلان كار،
Image 1 13
طالبوا بسن التّشريعات الّتي تكفل منع أيّ أسلوب يقوم بتحريض العواطف المجرّدة عن الوعي نحو التطرف والعنف والإرهاب، ودعوة الأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات أكثر فعالية لتجريم الإرهاب الإلكتروني وإلزام شركات التّواصل الاجتماعي بإلغاء الحسابات الّتي تشمل على محتويات مخصّصة للتّحريض على العنف أو الإرهاب.
ودعا بيان جنيف منصات التأثير الدّيني والفكري بأن تقدّم خطابًا يتجاوز مخاطبة المشاعر والعواطف والروح إلى مخاطبة المنطق والواقع.
وشدّد البيان على منع تصدير الفتاوى والأفكار الدّينية خارج ظرفيتها المكانية على أساس أنّ الفكر الدّيني المستنير يراعي تغيّر الفتاوى والمواعظ بحسب الزّمان والمكان والأحوال، فالأديان جاءت رحمة للعالمين وبالرّفق بهم وتحقيق مصالحهم الّتي تستقيم بها أحوالهم، وأنّ هذا الأمر يمثّل قاعدة مهمّة في تحقيق السّلام والوئام.
وطالب بمنع أيّ تمويل ديني يأتي من الخارج لصالح جهات داخلية معيّنة، وكذا منع تدريب رجال الدّين خارج ظرفيتهم المكانية أو استقدام مدربين من الخارج.
مع منع أيّ وصاية خارجية على أيّ من المراكز الدّينية بما في ذلك المراكز الّتي تأخذ اسمًا غير ديني وتمارس أعمالًا دينية، وعلى تلك المراكز أن تقوم ببرامج فعّالة في مواجهة أفكار التطرف الدّيني، وأن تكون فعّالة كذلك في تعزيز الوئام الوطني.
وأوصى المؤتمر بإنشاء مركز للتّواصل الحضاري في جنيف ليكون منصة عالمية للحوار وتعزيز الصّداقة والتّعاون بين الأمم والشّعوب وردم سلبيات الفجوات الدّينية والثقافية والإثنية من خلال قاعدة المشتركات الدّينية بخاصة والإنسانية بعامة الّتي تكفل لعالمنا العيش بسلام ووئام، وأن يُمثّل في المركز التنوّع الدّيني والإثني وغيره.
كما أوصى بسن التّشريعات لمنع أيّ أسلوب من أساليب معاداة أتباع الأديان والأعراق أو التّحريض عليها ومن ذلك الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، وحثّ أيضًا القادة الدّينيين على تنظيم فعاليات شبابية للحوار والعمل على المشتركات الدّينية والإنسانية لدعم جهود السّلام العالمي والوئام الدّيني والإثني وتعزيز التّحالف الحضاري.
مشيرًا إلى أنّ الحرية الدّينية حقّ إنساني لا يجوز الإكراه فيه ولا مصادرته ولا ممارسة أيّ أسلوب من أساليب الإساءة والتّهميش بسببه؛ فلا إكراه في الدّين.
معتبرًا أنّ الممارساتُ الخاطئةُ لبعض أتباع الأديان لا تُعَبِّر عن الأديان. وأنّ ازدراء الأديان ممارسة عبثية لها تاريخ طويل تتمّ مواجهته على الدّوام باستهجان أساليبها.
وأكّد البيان الختامي على أهمية الحوار بين أتباع الأديان واحترام الرأي والتديّن في الإطار الأخلاقي. طالبًا القيادات الدّينية والمؤسسات الفكرية والاجتماعية والحقوقية الأممية والحكومية والأهلية ذات الصلة والاهتمام، على أن تخطو شعارات ومبادرات التّسامح وتحالف الحضارات خطوات عملية من خلال برامج دولية مشتركة تتّسم بالفعالية والجدية وأن تتجاوز الاستحقاقات الحقوقية الواجبة إلى المعنى الحقيقي للسّماحة والتّسامح والتّحالف الحضاري من خلال أثر ملموس يمكن تقويمه وقياس نتائجه.
وحثّ مؤسسات التّعليم حول العالم على إيجاد مناهج دراسية ذات أنشطة تفاعلية يقوم عليها معلّمون مدرّبون تختصّ بصياغة عقول الأطفال وصغار الشباب صياغة سليمة، على أن تركّز على ترسيخ القناعة الحتمية بأنّ الصّدام الدّيني والإثني والحضاري يمثّل مخاطرة كبيرة تطال الأمن الوطني والسّلم العالمي والوئام بين الأمم والشعوب بشكل عام والمجتمعات الوطنية بشكل خاص، مع تعزيز الترسيخ بشواهد من التاريخ الإنساني، إلى جانب تنقية مناهج تعليم الأطفال وصغار الشّباب من أيّ نصوص أو وقائع تاريخية من شأنها أن تؤجّج الصّراع والكراهية وتثير العداء والعنصرية.
مع التأكيد على المساواة العادلة بين البشر، وأنّ التفضيل بينهم هو بما لدى كلّ منهم من قيم وإبداع ونفع للإنسانية، وأنّ هذا لا يتعارض مع الخصوصية الوطنية باعتباره أولوية في الولاء والنّفع والتّضحية إلى جانب التّأكيد على أهمية الاحترام المتبادل بين كافة التنوّع البشري باعتباره أرضية مهمّة لسلام ووئام الأمم والمجتمعات.
87736593 585281565356040 4812677993820323840 n
وكذا إكساب الطلاب مهارات الحوار وكيفية التّعامل مع الأفكار والممارسات السلبية مع التّأكيد على أهمية قيمة السّماحة والتّسامح.
بالإضافة إلى التّأكيد على رفض أّي فكر يدعو إلى الكراهية والعنصرية والإقصاء والتّهميش تحت أيّ ذريعة.
ودعا الجهات المسؤولة في كلّ دولة إلى إيجاد البرامج الفعّالة لتعزيز دور الأسرة في صياغة عقلية الأطفال وصغار الشّباب صياغة سليمة.
و حثّها على القيام بإيجاد البرامج الفعّالة وبناء الشّراكات المتعدّدة لردم سلبيات الفجوة الدّينية والثقافية والإثنية في دول التنوّع الّتي تعاني من إشكالية أو تهديد في موضوع الاندماج.
كما طالب إعلان جنيف القيادات الدّينية والمؤسسات الفكرية والاجتماعية والحقوقية –الأممية والحكومية والأهليه- ذات الصّلة والاهتمام” على أن تخطو شعارات ومبادرات التّسامح وتحالف الحضارات خطوات عملية من خلال برامج دولية مشتركة تتّسم بالفعالية والجدية وأن تتجاوز الاستحقاقات الحقوقية الواجبة إلى المعنى الحقيقي للسّماحة والتّسامح والتّحالف الحضاري من خلال أثر ملموس يمكن تقويمه وقياس نتائجه.
وأوصى المؤتمر بتبنّي 30 مبادرات وفق آلياتها التنفيذية المقترحة كمبادرة “الصّداقة والتّعاون بين الأمم والشّعوب” من أجل عالم أكثر تفاهمًا وسلامًا… ومجتمعات أكثر وئامًا واندماجًا”، ومبادرة “التّعليم الشّامل للتّكوين السّلوكي في مرحلة ما قبل البلوغ”، و”مبادرة السلوك الدّيني بين تصعيد العاطفة وضعف الوعي”، ومبادرة “سلام الحضارات”، ومبادرة “الإسلاموفوبيا التّشخيص والتّحليل والمعالجة”، ومبادرة “معالجة استدلالات التطرف بالنّصوص الدّينية والوقائع التّاريخية”، وثلاث مبادرات تتعلّق بـ”معالجة توظيف التطرف العنيف للإعلام الجديد”، وغيرها.

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

images 2 copie 8

بايدن يؤكد عزمه على منع تمدد النزاع في الشرق الأوسط

جدد بايدن التأكيد على أهمية وقف إطلاق النار في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS