ميديا ناوبلوس – MEDIANAWPLUS Medianawplus News
لم يتبقى سوى ساعات قلائل عن موعد الدور الأوّل من انتخابات الرئاسة في البرّ الفرنسي الرئيس، بعد انطلاقها صبيحة اليوم في ما وراء البحار، ومعها يزداد قلق العواصم الغربية، من التقدّم الملحوظ لمرشحة اليمين المتطرّف مارين لوبان، مقابل تراجع الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون.
هدى مشاشبي / ميديا ناو بلوس
الظاهر أن تقدّم اليمينية المتطرفة مارين لوبان في استطلاعات الرأي في فرنسا، أمر لم يرق كثيرا لمنافسها إيمانويل ماكرون، حيث كثّف الرئيس المنتهية ولايته، من هجوماته على منافسته، في محاولة لكسر تقدّمها، الذي بات يقلق أيضا العواصم الغربية، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث أكد مسؤولون كبار في إدارة الرئيس بايدن، أن السيرة الذاتية للمرشحة تقلق البيت الأبيض.
وفي حال فوز مارين لوبان بكرسي السلطة في فرنسا، فإن الأمر سيكون بمثابة انتصار حقيقي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتهديدا في المقابل للتكتل الأوروبي، تهديد قد يضعه في واحدة من أكبر أزماته بعد أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد، وهو الذي يتخذ مواقف معادية لروسيا على ضوء العملية العسكرية التي تشنها قوات بوتين بالأراضي الأوكرانية، أين يتم الحديث عن تورط الروس في جرائم حرب ضد المدنيين، وعديد الملفات التي تتناولها لوبان بغض الطرف عن المصلحة الأوروبية المشتركة.
ويشير تقرير لمجلة “بوليتيكو”، إلى أن هناك قلق متزايد داخل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بشأن ما أفرزت عنه استطلاعات الرأي حول الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي أظهرت آخرها تقدما ملحوظا لزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، لتشكلّ تهديدا مباشرا لغريمها الوسطي إيمانويل ماكرون.
ووفق ما ورد في المجلة الأمريكية، فإن مارين لوبان “متعاطفة مع بوتين”، ما يثير مخاوف من أن يكون فوزها مزعزعا لاستقرار التحالف الغربي ضد موسكو، ويقلب دور فرنسا، كقوة أوروبية رائدة، رأسا على عقب، ويزعزع ثقة قادة آخرين في حلف شمال الأطلسي بشأن البقاء في الحلف، وفقا لثلاثة من كبار مسؤولي الإدارة تحدثوا للمجلة.
وبحسب تقرير المجلة، فإن لوبان “معجبة بلا خجل ببوتين”، وتحدثت بتعاطف عن مبررات الأخير للحرب ورفضت بعض الإجراءات المتشددة التي اتخذها التحالف الغربي ضد روسيا.
ويراقب مسؤولون أميركيون كبار، حسب المجلة، بحذر أي علامات على تدخل روسي محتمل في الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية التي انطلقت اليوم في مناطق ما وراء البحار الفرنسية، على أن تنطلق إذا الأحد في مختلف ربوع البرّ الفرنسي الرئيس.
ويذكر أن فرنسا هي سابع أكبر قوة اقتصادية في العالم، ومحرك رئيس للسياسة في الاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يؤدي فوز لوبان وهي مشككة في أوروبا بشكل حاد ومؤيدة لسياسات صارمة مناهضة للهجرة، إلى قلب سياسات التكتل رأسا على عقب.
