Sansv 2
فاليري بيكريس، مرشحة الجمهوريين لرئاسيات 2022 بفرنسا

فاليري بيكريس… أول إمرأة تترشح لمنصب رئيس فرنسا عن الحزب اليميني

هدى مشاشبي/ ميديا ناو بلوس

 

تصف نفسها بأنّ “ثلثيها من المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، وثلثها من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر”. يصفها خصومها السياسيون بأنها تلك البورجوازية و”المرأة الحديدية”، التي استطاعت أن تهزم أقوى منافسيها خلال الانتخابات التمهيدية، للرئاسيات الفرنسية الشهر الماضي، وتكسب تأييد الجمهوريين لها لتمثّل ولأول مرة اليمين الوسطي في هذا السباق.

أشاد بها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، لكنه تمنى لو كانت “أكثر مرحا بقليل”… إنها الراقية فاليري بيكريس، رئيسة أهم إقليم في فرنسا، وأحد أهم كوادر الدولة، إنها امرأة تسعى وتحارب لأن تكون أول رئيسة “إصلاحية” للجمهورية الفرنسية.

تطمح فاليري بيكريس صاحبة 54 عاماً لأن تقطع أمل الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في ولاية جديدة الربيع المقبل، وهي أول سيدة تترشح لمنصب رئيس الجمهورية الفرنسية عن الحزب اليميني التقليدي، حزب لطالما هيمن عليه الرجال على غرار نيكولا ساركوزي وجاك شيراك، وقبلهما شارل ديغول، فهي تمثل أملا جديدا للمشروع الإصلاحي في فرنسا، وهي التي تملك سجلا صلبا في الحكم. إذ تحولت من مستشارة للرئيس الأسبق جاك شيراك، إلى نائب في البرلمان، ثم وزيرة في حكومة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، قبل أن تصبح أخيرا رئيس إقليم “إيل دو فرانس” الذي يشمل العاصمة باريس.

ولوقت ليس ببعيد، ظل حزب “الجمهوريين” اليميني الوسطي، يتخبط في الفوضى والانقسامات الداخلية، لتبرز مفاجأة بيكريس، التي تغلبت على أقوى منافسيها في الحزب بشكل غير متوقع، خلال الانتخابات التمهيدية الشهر الماضي، وأضحت الخصم الأكثر خطرا على ماكرون.
وتحظى فاليري بيكريس، بمؤهلات علمية عالية، فهي خريجة المدرسة العليا للتجارة، وعلى غرار منافسها ماكرون، هي أيضا خريجة المعهد الوطني للإدارة الذي يضمن للدولة الفرنسية كوادرها، ومسيريها.

وعبر مسيرتها المهنية، تقلدت فاليري عدة مناصب سامية في الدولة، وهي التي دخلت السياسة عام 1988، بعد أن اختارها الرئيس الأسبق جاك شيراك مستشارة له، فنائب في البرلمان الفرنسي، ثم حملت عدة حقائب وزارية في عهدة الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، فشغلت منصب وزيرة للتعليم العالي والبحث العلمي، ثم وزيرة للمالية، ثم ناطقة باسم حكومة فرانسوا فيون.

وبالرغم من توجهها الليبرالي، إلا أن سياسة بيكريس متشددة جدا تجاه الإسلام، حيث سبق لها منع ارتداء “البوركيني” الخاص بالسباحة، باعتبار أنه ينافي توجه الدولة العلماني، فيما تعتبر الحجاب وسيلة لإخضاع المرأة، بالإضافة إلى عزمها على تسيير صارم وغير متسامح لملف الهجرة، وذلك بوضع حد للهجرات غير الشرعية، والحد من سياسة لم الشمل العائلي، وتقليص المساعدات الاجتماعية لفائدة طالبي اللجوء بالنسبة للهجرات الشرعية.

واقترحت بيكريس خلال حملتها الانتخابية مضاعفة العقوبات على الجرائم الخطيرة على غرار تجارة المخدرات، وتلك الجرائم والجنح المرتكبة في الضواحي الصعبة التي تتعرض فيها أجهزة الدولة وبالأخص رجال الشرطة غالباً للخطر. لكنّ النقاد أشاروا إلى أنّه بالنسبة إلى شخص درّس القانون وكان عضواً في مجلس الدولة، كان يجب عليها إدراك أن هذا التمييز غير دستوري، فيما توافق فاليري على بناء سجون تكفي لما يزيد عن 20 ألف سجين، ومراكز تأديبية إضافية للقصر.

وتعهدت بيكريس، بالعمل على تحقيق “المصالحة”، في بلادها، في أول تجمع شعبي ضخم لها بباريس، وقالت: “نحن هنا لنؤكد بصوت عال وواضح أن فرنسا الجديدة آتية”، معتبرة أنها تحمل أملا جديدا لفرنسا متصالحة، “نحن عند مفترق طرق.. لكن لا يوجد استبدال كبير”، في إشارة منها إلى نظرية يمينية متطرفة حول استبدال المواطنين بالمهاجرين، قائلة: “أنا هنا لأدافع عن الهوية الفرنسية الحقيقية”.

ومهما كانت نتائج الانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها شهر أفريل المقبل، وحتى لو لم تتمكن فاليري من الإطاحة بماكرون، إلا أنها استطاعت حسب المتابعين أن تخرج الجمهوريين من ظلمات الخسارة النكراء التي تكبدوها خلال الرئاسيات السابقة، فأعادت الفاتنة الشقراء الحزب إلى الأضواء مجددا، ليصبح أكبر تهديد للمعسكر الرئاسي، خاصة مع تبني فاليري لبرنامج انتخابي يتقاطع في الكثير من النقاط مع برنامج إيمانويل ماكرون، وكون فاليري أيضا تتمتع بمؤهلات علمية وخبرة سياسية وحكومية لا يستهان بها أبدا، بل مزايا تؤهلها لأن تكون السيدة الأولى في الجمهورية الفرنسية.

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

france

فرنسا ترفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى

قررت فرنسا الأحد رفع تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته، بينما تسري مخاوف أمنية بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS