images 90

فيروس كورونا : لا تغسيل، لا جنازة و لا نقل لجثامين مسلمي فرنسا نحو بلدانهم الأصلية

نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس

أخلط عدو البشرية، الوباء العالمي لفيروس كورونا موازين العالم و دخلت أكثر من نصف بلدانه في حرب مع كوفيد-19،عقب إنتشاره بسرعة رهيبة.

ففي الوقت الذي تحصي فيه فرنسا إلى غاية تاريخ الخميس 19 مارس 2020، قرابة 11 ألف إصابة مؤكدة و 372 حالة وفاة، من مختلف الفئات و الأصول، تعرف شريحة المتوفين من مسلمي فرنسا،خلطا كبيرا لا يتماشي مع  الممارسات الدينية الإسلامية خاصة فيما يتعلق بمراسيم الجنازة و عمليات نقل جثامين هؤلاء الموتى نحو بلدانهم الأصلية من أجل دفنهم.

و يتزامن ذلك مع الحجر الكلي بفرنسا الذي دخل حيز التنفيذ، منذ منتصف نهار الثلاثاء 17 مارس الماضي، بأمر من رئيس الجمهورية ، إيمانويل ماكرون حيث شددت السلطات الفرنسية، من إجراءاتها الوقائية بما فيها، تلك المتعلقة بإجراءات مراسيم الجنائز بالنسبة للموتى.

كوفيد-19 الحزن المزدوج … العائلات لا ترى موتاها

و للأسف الشديد، لا يمكن للعائلات الفرنسية، مهما كانت إنتماءآتها الدينية، مسحية ، يهودية ، مسلمة أو غيرها، رؤية موتاها، الحزن المزدوج، كما لا يسمح إلا لشخصين من المقربين فقط لإستكمال الإجراءآت مع شركات تشييع الجنائز، مع وضع المتوفى المصاب بفيروس كورونا مباشرة بعد لفظ آخر أنفاسه داخل كيس ثم إدخالة في التابوت.

و يتم ذلك وسط تدابير صحية و قائية إحترازية لإجتناب عدوى جديدة لأعوان شركات تشييع الجنائز المسلمة و نظيراتها، فلا تغسيل للموتى من المسلمين و لا جنائز و دفن دون حضور العائلات.

و هي التوصيات التي أوصى بها المجلس الأعلى للصحة العمومية، الأربعاء 18 مارس، بخصوص التعامل مع جثامين الموتى المصابين بوباء فيروس كورونا ” يجب إتخاذ الإجتياطات الوقائية عند التكفل بجثمان مصاب بكوفيد-19 “.

و أيضا ” و بما أن خطر  العدوى يعد نفسه بالنسبة للشخص المريض أو المميت، فالمجلس الأعلى للصحة العمومية يوجه التوصيات التالية لشركات تشييع الجنائز”

” يجب إدخال الجثمان داخل كيس، مقاوم للماء، مغلوق بإحكام، ثم يلف بستار أو ملاية، عند تحويله إلى غرفة حفظ الجثث ”

” يمنع منعا باتا فتح الكيس، ثم يوضع الكيس مباشرة داخل النعش.”

وقال المندوب العام لدى المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، عبد الله زكري، في تصريح له ل “ميديا ناو بلوس”  أن المجلس، أخذ علما بهذه التوصيات الصحية المتعلقة بهذا الوباء العالمي، داعيا العائلات إلى التفهم و الصبر على هذه المصيبة المتفشية عبر مختلف أنحاء العاالم.

IMG 1621 1

و أوضح المتحدث ذاته، بأنه للأسف الشديد، يستحيل نقل جثامين مسلمي فرنسا نحو بلدانهم الأصلية من أجل دفنهم، في ظل غلق فضاء الملاحة الجوية، خلال فترة الحجر الكلي بفرنسا، قائلا “يجب علينا تطبيق هذه التدابير الوقائية لحفظ سلامة عائلات الموتى و أيضا أعوان شركات تشييع الجنائز المسلمة بفرنسا”.

وأفاد عبد الله زكري، بأنه شخصيا تلقى العديد من الإتصالات من قبل عائلات بعض المتوفين المصابين بفيروس كورونا، المنحدرين من الأصول المغاربية، بينهم إثنين وافتهما المنية بمدينة مونبوليية و تم دفنهما بمربع المسلمين بالمدينة ذاتها، و إثنين آخرين من مدينة مولوز بناحية غران إيست المقاطعة الأكثر وباء بفرنسا، و تم دفنهما بمولوز دون حضور العائلة.

ويتعلق الأمر برجلين تبلغ أعمارهما  40 و 57 سنة، و ناشدت كلا من عائلتيهما أعضاء الجالية المسلمة و كل الفرنسيين بالبقاء بمنازلهم للحد من إنتشار الوباء و الإلتزام بالتوصيات الصحية و الإجراءات المفروضة من قبل السلطات.

 

 

 

 

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

france

فرنسا ترفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى

قررت فرنسا الأحد رفع تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته، بينما تسري مخاوف أمنية بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS