FLdfOX1XMAMrGll
صورة مأخوذة من حساب تويتر لمحافظة الشرطة بباريس

“قافلة الحرية” .. عدوى تهدد بغلق عواصم أوروبية

هدى مشاشبي / ميديا ناو بلوس

 

يبدو أن شرارة “قافلة الحرية”، وهي الحركة المناهضة لفرض التلقيح الخاص بوباء كورونا على سائقي الشاحنات العابرة للحدود الكندية – الأمريكية، قد امتدّت لعدة مدن وعواصم أوروبية، وباتت تهدّد الحكومات بإفشال مخططاتها الهادفة إلى حسر الفيروس والوقاية من تفشي المتحورات الجديدة بين مواطنيها، في وقت تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من أن جائحة كوفيد-19 لم تنته بعد.
تشهد عواصم ومدن أوروبية على غرار باريس الفرنسية، ويلينغتون النيوزيلندية، لاهاي الهولندية، و قبلها مدينتي أوتاوا ومونتريال الكنديتين، موجة احتجاجات عارمة رفضا لإلزامية التلقيح والإجراءات الصحية المفروضة على ضوء مكافحة وباء كورونا،
وبدأت ما يطلق عليها، “قافلة الحرية” في شكل حركة مناهضة لفرض التطعيم على سائقي الشاحنات العابرة للحدود الكندية – الأمريكية، للتحول إلى حركة احتجاجات صاخبة انتقلت شرارتها سريعا إلى عدد من المدن الكندية على غرار مونتريال والعاصمة الفدرالية أوتاوا، لجأ فيها المحتجون إلى قطع الطرقات الرئيسية بواسطة الشاحنات والسياراتن بما فيها تلك المؤدية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ما وضع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في موقف صعب أمام ضغوطات واشنطن المطالبة بالتحرك العاجل لوقف الاحتجاجات وإنهاء هذه الأزمة التي تعطّل الصناعة الأمريكية.
ومنذ الاثنين الماضي، يغلق المحتجون جسر أومباسادور الذي يعد شريانا تجاريا حيويا يربط مدينة أونتاريو الكندية، بمدينة ديترويت الأمريكية إذ يختصر أكثر من % 25 من تجارة السلع بين البلدين.
وفي مؤتمر صحفي، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: “لا نريد أبدا أن ننشر الجيش ضد السكان، إنه شيء يجب تجنّبه بأي ثمن. إنه حل أخير، أخير، أخير”، مضيفا أنّ “الحدود لا يُمكن أن تبقى مغلقة، ولن تبقى كذلك”.
وخاطب رئيس الوزراء المحتجين قائلاً “إذا انضممتم إلى التظاهرات لأنكم سئمتم من كوفيد، فعليكم أن تفهموا الآن أنكم تخالفون القوانين، والعواقب تزداد خطورة”.

قافلة الحرية تغادر باريس نحو بروكسل

وفي فرنسا، خرج الآلاف من معارضي القيود الصحية، منطلقين بسياراتهم من جنوب البلاد، متجهين إلى العاصمة باريس، ثم إلى مدينة بروكسل البلجيكية، مقر الاتحاد الأوروبي، للمطالبة برفع القيود الصحية المفروضة لمكافحة تفشي جائحة كورونا.
ووجد المحتجون مع وصولهم إلى قلب باريس السبت 12 فبراير، إجراءات أمنية مشددة استخدمت فيها القنابل المسيلة للدموع لتفرقتهم، فيما حذرت السلطات الفرنسية من أن المتظاهرين الذين يخالفون أمر عدم الاحتجاج في أنحاء باريس يخاطرون بالتعرض لعقوبة السجن لمدة عامين ودفع غرامة مالية قدرها 4500 يورو ووقف رخص القيادة الخاصة بهم.

كما إنتهت الإحتجاجات بتوقيف 97 شخصا و تحرير 513 مخالفة في حق أصحاب المركبات، وفقا لآخر حصيلة لمحافظة شرطة باريس، قبل مغادرتهم العاصمة الفرنسية في وقت مبكر من اليوم الأحد 13 فبراير بإتجاه بروكسل.

وقال مشاركون في المظاهرات، إنهم “لا يفهمون سبب سريان فرض اللقاح”، مضيفين إن “هدفنا هو أن نبلغ أوروبا أن وضع قيود صحية حتى عام 2023 هو شيء لا يمكن لغالبية مواطنينا فهمه”.
وفي بربينيون بالقرب من حدود البلاد مع إسبانيا تجمعت “قافلة حرية” أخرى تضم نحو 200 شخص يتوجهون نحو باريس.
يذكر أن فرنسا فرضت الشهر الماضي قيود لقاح صارمة حرمت غير المطعمين من جميع الأماكن العمومية، على غرار المطاعم والساحات الرياضية مع ارتفاع حالات الإصابة بكورونا في البلاد، مع تفشي المتحور الجديد “أوميكرون” شديد العدوى.
نيوزيلندا، أصحاب الشاحنات والمقطورات يتبنون حركة “قوافل الحرية”

أما في نيوزيلندا، فقد سارع أصحاب الشاحنات والمقطورات إلى تبني حركة “قوافل الحرية”، ليقطعوا الرطق الرئيسية بوسط العاصمة ويلينغتون، وبعد تعامل حذر من قبل قوات الشرطة ، خلال أول يومين من المظاهرات، قال نائب رئيس الوزراء النيوزيلندي غرانت روبرتسون إن “صبر سكان ويلينغتون قد نفذ بسبب الاضطرابات التي تسببت بها الاحتجاجات”، داعيا الشرطة إلى التحرك، مضيفا: “الطرق مغلقة في المدينة والشركات اضطرت للإقفال والناس يشعرون بالتهديد والترهيب من قبل بعض المتظاهرين”.
وقال قائد شرطة ويلينغتون كوري بارنيل “بينما تعترف الشرطة بحق الناس في الاحتجاج، يجب أن يتم ذلك بطريقة لا تؤثر على المواطني”، لتنسحب الشاحنات بعد مدة 24 ساعة من شل حركة السير وسط العاصمة، ويبقى جمع من المتظاهرين يرفضون التراجع، قبل تدخل فرق أمنية لإزالة مخيم الاعتصام.
وتفرض نيوزيلندا إلزامية التلقيح بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في قطاعات على غرار الصحة والتعليم والدفاع، حيث يواجه أولئك الذين يرفضون تلقي اللقاح الطرد من مناصب عملهم، ما شكل موجة استياء كبيرة، غذتها وألهمتها حركة “قوافل الحرية” في كندا.

جائحة كورونا قد تنتهي خلال السنة في حال تلقيح 70٪ من سكان العالم
ومن جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، إن “المرحلة الحادة” من جائحة “كوفيد-19″ قد تنتهي خلال السنة الجارية في حال تلقيح 70% من سكان العالم، مضيف، إنه ” وفي حال حصل ذلك سننتهي عندها فعلا من المرحلة الحادة وهذا ما نتوقعه، الأمر بين أيدينا … إنها مسألة اختيار”.، فهل ستنجح أوروبا في تطبيق توصيات الصحة العالمية، بالإجبار وفرض منطق القوة، أم أنها سترضخ للحركات الاحتجاجية ؟

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

france

فرنسا ترفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى

قررت فرنسا الأحد رفع تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته، بينما تسري مخاوف أمنية بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS