نوال.ثابت / ميديا ناو بلوس
أعلن الدكتور مصطفى أديب رئيس الحكومة اللبنانية المكلف, اعتذاره عن متابعة مهمّة تشكيل الحكومة الجديدة, “بسبب الصعوبات التي تواجه مسار توزيع الحقائب الوزارية”.
جاء ذلك في إعلان للرئاسة اللبنانية اليوم السبت 26 سبتمبر،عقب لقاء أديب مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون.
وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف الدكتور مصطفى أديب, أمس الجمعة إنه وضع رئيس الجمهورية ميشال عون, في أجواء المشاورات التي أجراها في سبيل تشكيل الحكومة الجديدة, مشيرا إلى أنه سيعقد لقاء ثانيا مع الرئيس صباح اليوم في ذات الإطار.
جاء ذلك في تصريح صحفي مقتضب أدلى به مصطفى أديب عقب اللقاء الذي عقده مع الرئيس اللبناني بقصر بعبدا الجمهوري, حيث جرى البحث في آخر المستجدات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة والمشاورات التي يجريها في هذا الخصوص.
وكان مصطفى أديب قد حضر إلى قصر بعبدا في لقاء هو الخامس له مع رئيس الجمهورية منذ أن جرى تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة في 31 أوت الماضي, حاملا للمرة الأولى ملفا بين يديه, الأمر الذي أثار تكهنات واسعة أن الأوراق بالملف تتضمن تشكيل الحكومة الجديدة وأنه جاء بها ليعرضها على رئيس الجمهورية.
و غرد رئىس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في سلسلة من التغريدات معبرا عن تأسفه عن إنسحاب المكلف بتشكيل حكومة جديدة مصطفى أديب مايزيد الأمور تعقيدا و صعوبة على اللبنانيين.
1/4 صدر عن رئيس حكومة تصريف الأعمال د. حسان دياب البيان التالي:
كنا قد توسّمنا خيراً من مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمساعدة لبنان في مواجهة التحديات التي يعيشها على مختلف المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمالية،— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) September 26, 2020
و ناشد في تغريدة أخرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه الأوقات الصعبة و مساعدته على الخروج من أزماته السياسية ، الإقتصادية و الإجتماعية.
3/4 إنني أناشد الرئيس الفرنسي الاستمرار بالوقوف إلى جانب لبنان في هذه المرحلة الصعبة، ومواصلة مساعيه ومبادرته لمساعدة لبنان.
إن الظروف التي يعيشها لبنان استثنائية، وهي تتطلب جهوداً استثنائية، وأن تتوقف القوى السياسية عن الممارسات والتجاذبات التي تهدّد ما بقي من مقومات صمود الوطن— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) September 26, 2020
و دعا إلى إختيار شخصية أخرى و تكليفها بتشكيل حكومة جديدة من جديد.
4/4 إن اعتذار الرئيس المكلف يستوجب الاسراع بإجراء الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف شخصية بتشكيل حكومة قادرة على التعامل مع المرحلة الصعبة التي يمر بها لبنان.
الله يحمي لبنان#مجلس_الوزراء #حسان_دياب #لبنان #pcm— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) September 26, 2020
وتواجه عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة عقبة كبيرة تتمثل في إصرار حركة أمل وحزب الله على الاحتفاظ بوزارة المالية في الحكومة التي كلف مصطفى أديب بترؤسها وتشكيلها, وذلك عبر تسمية الثنائي الشيعي للوزير الذي سيشغل الحقيبة, إلى جانب المشاركة في تسمية ممثليهما في الحكومة من خلال تقديم لائحة أسماء ل “أديب” ليختار منها وزراء الطائفة الشيعية.
في حين يصر فرقاء لبنانيين على ضرورة المداورة في تسلم الحقائب الوزارية رافضين أن تكون أي حقيبة حكرا على طائفة معينة أو على مكون سياسي وسط تمسك رئيس الحكومة المكلف تشكيل حكومة من اختصاصيين.
وفي المقابل, يتمسك رئيس الوزراء المكلف بمبدأ “المداورة” في الحقائب السيادية والأساسية والخدمية بين مختلف الطوائف, إلى جانب تشكيل حكومة مصغرة من الاختصاصيين المستقلين عن القوى والتيارات والأحزاب السياسية.
وكان القادة والزعماء السياسيون اللبنانيون قد تعهدوا أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار بيروت أول شهر سبتمبر الجاري, أن تتشكل الحكومة الجديدة للبلاد برئاسة “أديب” في غضون فترة وجيزة لا تتجاوز 15 يوما, وأن تتألف هذه الحكومة من وزراء يتسمون بالكفاءة, وأن تحظى بدعم كافة القوى السياسية اللبنانية, إلى جانب موافقتهم على “خريطة الطريق” الفرنسية المقترحة لإنقاذ لبنان والتي تتضمن المداورة في كافة الوزارات وعدم استئثار أي طائفة بأي حقيبة وزارية.
وكان الرئيس اللبناني قد كلف مصطفى أديب في الـ31 من أوت الماضي بتشكيل حكومة جديدة, وذلك بعد أن قدم الدكتور حسان دياب رئيس الوزراء السابق استقالة حكومته في العاشر من نفس الشهر بعد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت وخلف 190 قتيلا، وأكثر من 6500 جريح.