inbound2780489456500847329

ماكرون: “ما كانت مالي أن تكون بلدا موحدا اليوم لولا تدخل القوات الفرنسية لمكافحة المنظمات الإرهابية”

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى الجزائر، التي تستمر ثلاثة أيام، إن البحث عن “الحقيقة” أهم من “الندم” بشأن الاستعمار. ونوه إلى أن دولة مالي ما كانت أن تكون “بلدا موحدا اليوم لولا تدخل القوات الفرنسية لمكافحة المنظمات الإرهابية” في 2013.

 

في اليوم الثاني من زيارته الرسمية إلى الجزائر، رد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة على أسئلة الصحافيين بمقبرة “سانت أوجين” (بولوغين حاليا) المعروفة سابقا باسم “المقبرة الأوروبية”، بالعاصمة الجزائرية، فتطرق إلى العديد من المسائل التي تخص العلاقات الثنائية إضافة إلى قضايا دولية.

وشدّد ماكرون على أن “اتفاقات الجزائر نص أساسي بما يتعلق بالمرحلة الانتقالية في مالي”، مشيدا بدور بلاده في مكافحة الجهاديين بمنطقة الساحل بصورة عامة.

وقال ماكرون ردا على أسئلة الصحافيين بمقبرة “سانت أوجان” بالعاصمة الجزائرية “ما كانت مالي أن تكون بلدا موحدا اليوم لولا تدخل القوات الفرنسية في الحرب ضد المنظمات الإرهابية التي تهدد كل شعوب وبلدان المنطقة”.

وقال إن باريس انسحبت من مالي وليس من المنطقة الساحلية. وعن تدهور العلاقات الفرنسية مع بعض الدول الإفريقية، أكد أنه باشر سياسة جديدة منذ وصوله لسدة الحكم في 2017، مضيفا أن “الأمر هنا يتعلق أيضا بالماضي وأنه يستلزم وقتا من أجل إعادة الثقة، لكن صراحة هناك تلاعب كبير في هذا المجال إذ إن العديد من الناشطين الإسلامويين عدوهم فرنسا، فضلا عن مجموعات مدعومة من تركيا وروسيا تعتبر فرنسا عدوا لها”.

وتابع الرئيس الفرنسي: “أقول للشباب الإفريقي عدوكم ليس فرنسا. وبهذا الشأن نريد تعزيز الشراكة مع الجزائر، لاسيما عبر الاتفاقات المذكورة”.

وكانت أسئلة الصحافيين أيضا مركزة على انعكاسات الحرب الروسية على أوكرانيا، لاسيما بمجال الطاقة والغاز بشكل خاص. وقال بهذ الشأن إن “فرنسا لا تعول كثيرا على الغاز في مجال المزيج الطاقي، وهي نسبة قليلة”. وأضاف: “بالنسبة لبعض البلدان (مثل إيطاليا) يمكن للغاز الجزائري أن يغير الأمور. فنحن ليس لدينا أنبوب غاز يربط بيننا وبين الجزائر، وبالتالي سيتعلق الأمر بالنسبة لنا بالغاز المُسيل”، لكن “يمكن للتعاون بين بلدينا أن يتعزز من خلال أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا”.

وذكر بأن هناك خط أنبوب بين فرنسا والنرويج، “فنحن نقوم بتنويع مصادر طاقتنا وتعزيزها، وهذا الموضوع ليس فرنسيا فقط بل أوروبي. وبما أن الجزائر أعلنت زيادة حجم الغاز الذي يمر عبر إيطاليا بنسبة 50 بالمئة هذا العام فهذا شيء جيد”.

وتابع قائلا: “إن الجزائر دولة تم بناؤها ضد الاستعمار، والحرب في أوكرانيا تتعلق بقوة إمبريالية تقوم بغزو بلد جار وبالتالي أقول لا يمكن للشعب الجزائري أن يكون مع حرب إمبريالية ضد جار”.

في موضوع “مساجين الرأي” بالجزائر، قال ماكرون: “تحدثنا بكل المواضيع” مع الرئيس تبون “بكل حرية، لكني لن أتدخل في السياسة الداخلية الجزائرية”، مشددا على الشفافية واحترام الحريات العامة، وتابع قائلا: “أعرف أن تبون حريص على ذلك”.

وبخصوص الذاكرة بين فرنسا والجزائر، قال الرئيس الفرنسي: “هذا التاريخ لا يمكن أن يرتكز على أكاذيب أو وجوه نسيان إذ هناك كتلتان تواجهان بعضهما البعض من خلال سرد متعارض”.

وصرح ماكرون أن البحث عن “الحقيقة” أهم من “الندم” بشأن المسائل المرتبطة باستعمار الجزائر التي تسبب خلافات متكررة بين البلدين.

وقال ماكرون أنه  “في ما يتعلق بمسألة الذاكرة والمسألة الفرنسية الجزائرية، كثيرا ما أسمع دعوات إلى الاختيار بين الفخر والندم”. وتابع” أنا أريد الحقيقة والاعتراف وإلا لن نمضي قدما أبدا”، مشيرا إلى ان الأمر أسهل بالنسبة إلى الجيل الجديد الذي ينتمي هو إليه والذي ليس “من ابناء حرب الجزائر”.

وأكد “علينا أن ننظر إلى هذا التاريخ بشجاعة ووضوح وصدق”.

عن Houda Mechachebi

شاهد أيضاً

hms

لبنان يردّ رسميا على مبادرة فرنسية لوقف التصعيد مع إسرائيل

سلم وزير الخارجية اللبناني السفير الفرنسي في لبنان، الجمعة، رد بيروت على مبادرة باريس الرامية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS