PHOTO 2022 02 15 11 19 34

ملف الذاكرة.. محور لقاء عميد مسجد باريس بالمؤرخ بنجامين ستورا

هدى مشاشبي/ ميديا ناو بلوس

 

استقبل عميد مسجد باريس الكبير، شمس الدين حفيظ، أمس الإثنين 14 فبراير، المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا، المسؤول عن إعداد تقرير حول ذاكرة الاستعمار الفرنسي والحرب في الجزائر، بتكليف من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وقال ستورا في تصريح له عقب لقائه بعميد مسجد باريس “مسجد باريس الكبير لعب دورا كبيرا في فرنسا تاريخياً وثقافياً”.
وتابع بنجامين ستورا “لقائي اليوم مع عميد مسجد باريس شمس الدين حفيظ، تخلّله حديث حول الدور  الايجابي الكبير الذي لعبه مسجد باريس في فرنسا وفي أوروبا، الأمر ما تضمنه تقريري للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو  بمثابة الاعتراف بالدور الذي تلعبه هذه المؤسسة”.

وكلّف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، المؤرخ ستورا، وهو أحد أبرز الخبراء المتخصصين، بتاريخ الجزائر الحديث، بإعداد تقرير دقيق و”منصف”، حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر التي وضعت أوزارها عام 1962 وما زالت حلقة مؤلمة في ذاكرة عائلات الملايين من الجزائريين والفرنسيين أيضا.

وأتت مبادرة الرئيس ماكرون هذه في محاولة لإنهاء العمل التاريخي حول “حرب الجزائر”، بما يحفظ ماء وجه فرنسا أمام جرائمها ضد الإنسانية في الأرض الجزائرية، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 5 ملايين جزائري وجزائرية، ناهيك عن ملف التجارب النووية الأسود الذي ترفض السلطات الفرنسية التطرق إليه، أو حتى استخراج نفاياتها النووية من الصحراء الجزائرية.

وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في وقت سابق، على عدم التنازل عن معالجة “ملف الذاكرة” المتعلق بـ”الجرائم” التي ارتكبتها فرنسا طوال فترة استعمارها لبلاده الممتدة بين 1832 و1962، واصفا استعمار فرنسا لبلاده بـ”البغيض الذي جنّد أعتى وأضخم أسلحة التقتيل والتنكيل والتدمير”.
وتطالب الجزائر، بتسوية شاملة تقوم على “اعتراف فرنسا النهائي والشامل بجرائمها في حق الجزائريين وتقديم الاعتذار والتعويضات العادلة عنها”.

وتنتظر السلطات في الجزائر من باريس أن تقدم لها “كلّ” أرشيف الفترة الاستعمارية المتعلق بها، وفق ما أعلن عنه سابقا عبد المجيد شيخي، أحد المشاركين في حرب الاستقلال، مشيرا إلى أن فرنسا “لطالما قدّمت ذرائع لعدم تسليمه، مثل عدم رفع السرية عن جزء من الأرشيف رغم أنه جُمع قبل عقود”.
وسبق أن أعادت فرنسا إلى الجزائر جزءًا من الأرشيف، لكنها احتفظت بالجزء المتعلق بالتاريخ الاستعماري والذي يقع، وفقًا لها، تحت سيادة الدولة الفرنسية، هذه الأخيرة  اعترفت بجرائمها والمجازر المرتكبة في حق الشعب الجزائري عام 2012، من قبل الرئيس السابق فرانسوا أولاند، خلال زيارة قادته إلى الجزائر.
بنجامين ستورا، المولود في 1950 في مدينة قسنطينة في الجزائر، يدرّس تاريخ المغرب العربي وحروب إنهاء الاستعمار والهجرة المغاربية في أوروبا في جامعة باريس 13 وفي معهد اللغات الشرقية. من أشهر مؤلفاته “الغرغرينا والنسيان”، “ذاكرة حرب الجزائر”، و”المجنّدون في حرب الجزائر”، و”الجزائر، الحرب الخفية”.
وعاتب الجزائريون، ستورا على تقريره الذي ساوى بين الضحية والجلاد حسب غالبية الآراء في الجزائر، وهو التقرير المبني أساسا على تقديم حلول لترميم العلاقة المتصدعة بين البلدين، وطي صفحة الماضي الأليم، في وقت كان ينتظر فيه الجزائريون اعترافا تاما بالجرائم الفرنسية في أرضهم لأكثر من قرن من الزمن، والتزام حقيقي من باريس لتعويضهم.

 

عن Nawel Thabet

شاهد أيضاً

france

فرنسا ترفع حالة التأهب الأمني إلى أعلى مستوى

قررت فرنسا الأحد رفع تحذيرها من “الإرهاب” إلى أعلى مستوياته، بينما تسري مخاوف أمنية بعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS