وأعربت ألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، عن أسفها للتأخير الذي أبلغت به في “اللحظة الأخيرة وعلى نحو غير متوقع”.
وحثت برلين المفوضية الأوروبية – التي اشترت اللقاح نيابة عن التكتل – على الحصول على مواعيد “واضحة وأكيدة” بالنسبة للشحنات المقبلة.
وحذرت ست دول من شمال الاتحاد الأوروبي في رسالة إلى المفوضية من أن الوضع “غير المقبول … يقلل من مصداقية حملة التلقيح”.
كما طلبت الرسالة التي وقعها وزراء من الدنمارك وإستونيا وفنلندا ولاتفيا وليتوانيا والسويد من المفوضية “المطالبة بشرح عام للوضع” من شركات الأدوية.
وكانت فايزر أكدت أن الجرعات التي كان ينتظرها الاتحاد الأوروبي في الفصل الأول ستسلم كما هو مقرر.
وعبر المحيط الأطلسي، قالت كندا إنها تأثرت بالتأخيرات ووصفتها بأنها “مؤسفة”.
وقالت وزيرة المشتريات الكندية أنيتا أناند: “مع ذلك، من المتوقع حدوث مثل هذه التأخيرات والمشكلات عندما تكون سلاسل التوريد العالمية تحت ضغوط أبعد من احتمالها”..
ولن تتأثر الولايات المتحدة بهذا التأخير لأنها تتسلم جرعاتها من مصنع فايزر في ميشيغن.
وكان اللقاح الذي أعدته فايزر-بايونتيك بسرعة قياسية أول لقاح تمت الموافقة عليه للاستخدام العام في دولة غربية في 2 ديسمبر عندما أعطته بريطانيا الضوء الأخضر.
بعد أن أطلقت بريطانيا حملة التحصين، تبعها الاتحاد الأوروبي ابتداء من 27 ديسمبر.
ومن المرجح أن يؤدي تأخير تسليم الشحنات إلى تأجيج الغضب إزاء حملة التطعيم في الكتلة التي تعرضت بالفعل لانتقادات لكونها بطيئة للغاية مقارنة بالولايات المتحدة أو بريطانيا العضو السابق في الاتحاد الأوروبي.
كما اتُهمت المفوضية الأوروبية بعدم تأمين جرعات كافية في وقت مبكر بما فيه الكفاية.
فقد انتظر الاتحاد الأوروبي حتى الأسبوع الماضي لإبرام اتفاق لمضاعفة إمداداته من لقاح بايونتيك/فايزر إلى 600 مليون جرعة.
و يأتي هذا التأخير في ظل تزايد قلق دول العالم و مخاوفه جراء ظهورو السلالات الجديدة لفيروس كورونا المتحورة في جنوب إفريقيا وبريطانيا، سريعة العدوى و التفشي وسط الأشخاص.
هذا و قد توخت شركات اللقاحات الحذر بتذكيرها في العديد من المرات منذ تسويقها للقاح أن طاقتها الإنتاجية محدودة. وبينما تعمل شركة فايزر على زيادة الطاقة الإنتاجية في مصنع بورز، حصلت شريكتها بايونتيك الجمعة على تصريح لبدء الإنتاج في مدينة ماربورغ الألمانية.
و تجدر الإشارة إلى العملية الوجيستكية التي تخضع إليها ملايين الجرعات المرسلة إلى مختلف دول العالم جد ثقيلة و باهضة الثمن.
و يتطلب تخزين لقاح بايونتيك-فايزر درجات حرارة منخفضة جدًا تصل إلى 70 درجة مئوية تحت الصفر قبل شحنها إلى المستشفيات و مراكز التوزيع داخل ثلاجات ضخمة من الحجم الكبير مصنوعة خصيصا لهذا الغرض.