inbound5370330641298502756

التشريعيات الفرنسية: تحالف اليسار يرهق المعسكر الرئاسي

يتوجه الفرنسيون مجددا الأحد المقبل، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب نوابهم، بعد أقل من شهرين على إعادة انتخاب إيمانويل ماكرون رئيسا للبلاد، والذي سيحظى حسب استطلاعات الرأي بغالبية برلمانية، لكن الاقتراع من دورتين مهدّد بالمقاطعة واليسار الموحد بالمرصاد.

 

ويأمل الرئيس ماكرون في تجديد غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية المقبلة، والتي من شأنها أن تترك له مطلق الحرية لبدء سلسلة إصلاحات خلال ولايته الثانية من خمس سنوات خصوصا بشأن رواتب التقاعد.

ويذكر أنه خلال ولايته الأولى التي تخللتها أزمات من تحرك “السترات الصفراء” إلى جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا، كان لماكرون جمعية وطنية مؤيدة لقضيته.

لكن على خلفية ارتفاع التضخم والتباطؤ الاقتصادي، تبلورت الحملة حول صدام بين معسكر ماكرون وحلفائه الوسطيين وتحالف غير مسبوق بين الأحزاب اليسارية حول شخص جان لوك ميلنشون.

ففي سن السبعين، أثبت ميلنشون المخضرم في الحياة السياسية الفرنسية، أنه خصم ماكرون الرئيسي على رأس هذا التحالف الذي يضم الاشتراكيين والشيوعيين والخضر وحزبه “فرنسا الأبية”.

ويأمل زعيم اليسار الراديكالي بالفوز في الانتخابات التشريعية وفرض تعايش على الرئيس. وسخر ميلنشون الأربعاء من “الهلع السائد” في معسكر ماكرون قائلا “عليكم أن تخافوا. ميلنشون عدواني سيلتهم أطفالكم”.

وأمام استطلاعات الرأي غير المشجعة، كثف إيمانويل ماكرون المداخلات والزيارات وتوجه الخميس إلى جنوب غرب البلاد، مركزا هجماته على جان لوك ميلنشون.

وخلال هذه الانتخابات سيكون على الفرنسيين تجديد جميع مقاعد الجمعية الوطنية، أي 577 نائبا في هذه الانتخابات التي تتم على دورتين، في 12 و19 جوان المقبل.

وتمنح طريقة التصويت الأفضلية للأحزاب الكبرى المتجذرة محليا والأفضل توزيعا على الأراضي الفرنسية وتعاقب الأحزاب الصغيرة.

لكن كلما اقترب الاستحقاق الانتخابي ازداد خطر الامتناع عن التصويت، فمن المرجح أن تسجل الدورة الأولى رقما قياسيا جديدا لجهة المقاطعة بنسبة تتراوح بين 52% و56% (مقابل 51,3% في 2017) وفقا لمعهد إيبسوس سوبرا ستيريا.

والرهان الرئيسي يكمن في ما إذا كان ماكرون سيحظى بغالبية نسبية أو مطلقة في الجمعية الوطنية وحجم المعارضة لا سيما من اليسار. لكن الهوة تقلصت في نهاية الحملة.

فتحالف اليسار بزعامة ميلنشون تقدم بشكل طفيف إلى 28% من نوايا التصويت مقابل 27% للغالبية الرئاسية وقد يهدد أغلبية ماكرون المطلقة، وفقا لاستطلاع لمعهد ايبسوس سوبرا ستيريا نشر الخميس.

وسيحصل حزب مارين لوبان من اليمين المتطرف حسب ذات الاستطلاع على 19,5% من الأصوات، متقدما بفارق كبير على اليمين التقليدي الحاصل على 11%، والذي يواصل تراجعه.

مصير الحكومة الحالية التي تشكلت منتصف ماي الماضي، رهن أيضا بنتائج الانتخابات التشريعية فالعديد من أعضائها وبينهم رئيسة الوزراء إليزابيت بورن مرشحون.

وهزيمة بورن المرشحة في دائرة انتخابية في نورماندي (غرب) ستعني إجراء تعديل وزاري كبير.

في هذه الأثناء، أدت المواجهة بين معسكري ماكرون وميلنشون إلى إبعاد مارين لوبان التي سعت لإثبات وجودها طوال الحملة الإنتخابية.

واعتبرت لوبان الوضع في البلاد بأنه “مأساوي” مع انعدام الأمن، مشيرة إلى “قضية استاد فرنسا” حين ساهمت مجموعات من “المشاغبين” في نشر “ليلة من الرعب”، في إشارة إلى التنظيم الفاشل لنهائي دوري أبطال أوروبا في 28 ماي في الملعب المذكور.

وتشهد هذه الانتخابات العديد من النقاط الساخنة، بحيث يخوض اليمين المتطرف معركة صعبة في الريفييرا الفرنسية حيث يتنافس المرشح السابق المثير للجدل إريك زيمور الذي حل في المرتبة الرابعة في الاقتراع الرئاسي مع مرشحة من الغالبية المنتهية ولايتها ومرشح من حزب لوبان.

وفي شرق البلاد، يراهن وزير التضامن داميان آباد المنشق عن اليمين الذي التحق بمعسكر ماكرون، على مستقبله السياسي بسبب اتهامات بالاغتصاب ينفيها بشدة.

أ ف ب

عن Houda Mechachebi

شاهد أيضاً

parisccc

فرنسا: الجمعية الوطنية تتبنى قرارا يندد بـ”القمع الدامي والقاتل” لجزائريين في 17 أكتوبر 1961

أيد 67 نائبا اقتراح قرار “يندد بالقمع الدامي والقاتل في حق الجزائريين، تحت سلطة مدير …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS