بعد ما يقرب من عقدين من الزمن و42 طرازا، أصبح آيفون واحدا من أكثر الهواتف شعبية في العالم. فقد باعت شركة آبل أكثر من 2.3 مليار وحدة من آيفون ولديها أكثر من 1.5 مليار مستخدم نشط، وفقا لبحث أجرته ديماند سيغ ونشره موقع سي إن بي سي.
وأُصدر جهاز آيفون الأصلي في يونيو/حزيران 2007 وبيع حصريا لشركة إيه تي آند تي مقابل 499 دولارا.
وقال جين مونستر من شركة ديب واتر آسيت: “كان المستثمرون متفائلين بشأن التأثير الذي يمكن أن يحدثه آيفون مع شركة آبل”.
وأضاف: “كانت البيانات الأولية التي صدرت من إيه تي آند تي مخيبة للآمال مقارنة بالأيام القليلة الأولى من المبيعات. أتذكر أنني تحدثت مع المستثمرين بعد عطلة نهاية الأسبوع الأولى، وكان الشعور العام هو أن هذا المنتج على حد تعبير أحد المستثمرين، كان ميتا عند وصوله”.
سنة أولى مُخيبة
باعت شركة آبل 1.4 مليون جهاز آيفون في عام 2007، وجاءت 80% من المبيعات في الربع الرابع. وفي العام نفسه باعت شركة نوكيا -الشركة المصنعة لجهاز نوكيا 3310 الشهير- 7.4 ملايين هاتف محمول في الربع الرابع وحده.
وقال كيف ليسوينغ مراسل التكنولوجيا في موقع سي إن بي سي: “كان يُنظر إلى نوكيا على أنها لا يمكن إيقافها ولا تقبل المنافسة”.
قال مونستر: “لقد اعتبر مجتمع الاستثمار هذه الخطوة من آبل مغامرة في سوق يصعب اختراقه”.
بدأت الأمور تتغير بالنسبة لشركة آبل في عام 2008 عندما أطلقت متجر التطبيقات، وساعد هذا في تحفيز موجة جديدة من شركات التكنولوجيا الحديثة مثل أوبر ووضع آبل في مقدمة منافسيها.
قال مونستر: “لقد سمح متجر التطبيقات لهاتفك بأن يصبح أكبر بكثير.. كانت تلك هي القطعة المفقودة، تلك الرؤية، ولم تتوقع شركات تصنيع الهواتف الأخرى حدوث ذلك”.
شهدت شركة آبل زيادة في مبيعات وحدات آيفون في السنوات التالية لمتجر التطبيقات، وحققت الشركة إنجازا كبيرا (حيث بيع أكثر من 50 مليون وحدة) في عام 2011 بمساعدة آيفون 4 إس. باعت الشركة 72 مليون وحدة في ذلك العام. وبحلول 2015، كانت شركة آبل تبيع أكثر من 200 مليون وحدة آيفون سنويا.
متجر آبل يغير المعادلة
وقال مارك ويبر من متحف تاريخ الحاسوب: “لا أعتقد أن هناك أي شك في أن آيفون قد وضع المعيار الذي اتبعته جميع الهواتف تقريبا منذ ذلك الحين.. كان متجر التطبيقات أمرا ضخما، وقد اتبع نظام آندرويد هذا النموذج بشكل أساسي مع متجر بلاي”.
وبعد عقد من إطلاق هاتف آيفون، كانت شركة آبل أول شركة أميركية تُتداول أسهمها علنا لتصل قيمتها السوقية إلى تريليون دولار، وهي الآن واحدة من أكثر الشركات ربحية في العالم.
تفوقت شركة آبل مؤخرا على شركة سامسونغ أحد أكبر منافسيها كشركة رائدة في مجال الهواتف الذكية على مستوى العالم لأول مرة. ووفقا لبيانات من شركة البيانات الدولية، تمتلك شركة آبل ما يزيد قليلا على 20٪ من حصة السوق العالمية، وهي المكانة التي احتفظت بها سامسونغ منذ 2010.
يذكر مونستر أنه “كانت هناك فترة من عام 2008 إلى عام 2015 حيث كان على شركة آبل أن تقلق بشأن ما ستفعله سامسونغ مع آندرويد”. ويتابع: “كانت حصتها في السوق تتناقص بالفعل على مستوى العالم.. لكن ما كانت شركة آبل تتقنه هو بناء النظام البيئي. لا أستطيع أن أتخيل سيناريو تتمكن فيه سامسونغ من بناء مجموعة من المنتجات التي من شأنها أن تعطل النظام البيئي لشركة آبل”.
المستقبل للذكاء الاصطناعي
في الآونة الأخيرة، انخرطت شركة آبل في التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي لأجهزة آيفون، لكن شركات مثل مايكروسوفت وغوغل تبنت هذه التكنولوجيا بشكل أكثر صراحة.
ويرى مونستر أنه “سيكون الذكاء الاصطناعي حاسما للإنسانية، وسيكون ميزة حاسمة داخل أجهزة آيفون”. وأن “آبل تستخدم الذكاء الاصطناعي لجعل المنتجات تعمل بشكل أفضل من خلال تنظيم الصور، والمساعدة في تنظيم رسائل البريد الإلكتروني، وربما القيام بأشياء تتعلق بتنظيم النص. ولكن في الأغلب هو أن جهاز آيفون لا يركض خلف الاتجاه السائد عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي”.