inbound5469493837293941464

الجزائر تشهد غدا أضخم استعراض عسكري احتفالا بالذكرى الـ 60 لاستقلالها

يترقب الجزائريون غدا الثلاثاء 05 جويلية 2022  عرض عسكري في تاريخ بلادهم احتفالا بالذكرى الـ60 لاستقلالها، وتحتضنه منطقة “المحمدية” في العاصمة.

هدى. م / ميديا ناو بلوس

وجاء في فيديو الإعلان الرسمي الذي تضمن مقاطع لاستعراضات عسكرية: ”بشموخ نتقدم ومن تاريخنا لأسمى العبر نستلهم جو بر بحر هم أشاوس الجيش الوطني الشعبي”، إيماننا بوطننا يصنع قوتنا تاريخنا زادنا ومجد وعز به نفتخر، جاهزية قتالية وعملياتية عالية على سلامة ترابنا ساهرون .. معدات منظومات أسلحة حديثة متطورة.. الخامس من يوليو عهد قطعناه للجزائر في كل يوم يتجدد تحيا الجزائر”.

 

وفرضت السلطات الجزائرية إجراءات أمنية مشددة لتأمين الاستعراض العسكري المخلد للاحتفال بالذكرى الـ60 لنيل الاستقلال.

ومن بين الإجراءات الأمنية قررت السلطات الجزائرية “غلق محطة المسافرين الكبرى بالعاصمة” حتى يوم الخميس المقبل.

كما تم وضع مخطط خاص بحركة السير في العاصمة، إذ تقرر غلق وتحويل حركة السير أمام المركبات والدراجات عبر عدد من المحاور الكبرى، منذ الجمعة.

 

مصادر إعلامية جزائرية أكدت أن الاستعراض العسكري سيشهد مشاركة رؤساء دول، بالإضافة إلى عرض أحدث الأسلحة التي يمتلكها الجيش الجزائري والتي كشف عنها في المناورات العسكرية الأخيرة التي نفذها بعدة مناطق من البلاد.

وخصصت الحكومة الجزائرية مبلغ 30 مليون يورو (32 مليون دولار)، نفقات للاحتفال بستينية عيد الاستقلال، جزء منه موجّه لتغطية نفقات الاستعراض العسكري الضخم المقرر في الخامس من جويلية المصادف ليوم غد الثلاثاء في العاصمة الجزائرية. واقتطعت هذه الموازنة في ظرف مناسب، على اعتبار أن هناك ارتفاعا لافتا في عائدات البلاد من المحروقات نتيجة ارتفاعها في الأسواق الدولية.

 

تغيير في موقف الدولة

وكان آخر استعراض عسكري نظم في الجزائر بمناسبة عيد استقلالها عام 1989، في عهد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد.

وعزت الجهات الرسمية الجزائرية أسباب إلغاء التقليد العسكري لمدة 33 سنة كاملة إلى “انشغال الجيش الجزائري والمصالح الأمنية بمكافحة الإرهاب”.

وبقدر ما يحمل هذا الاستعراض المرتقب أبعاداً احتفالية تليق بالمناسبة الثورية، فإنه يتضمن في السياق نفسه رسائل جزائرية واضحة، ضمنها الإعلان عن نهاية حقبة مكافحة الإرهاب بشكل نهائي، بعد نجاح خطة “اجتثاث الإرهاب” التي أطلقها الجيش في أكتوبر 2016.

وتضاف إلى ذلك رسائل إلى الخارج بشأن جاهزية الجزائر للرد على أي مساس بأمنها القومي والحيوي، لكن ذلك لا يلغي المخاوف من أن يؤشر ذلك إلى استدراج للجزائر نحو الانكشاف العسكري، في ظرف لم تعد فيه القوة العسكرية وحدها كافية لضمان الأمن القومي.

 

لكن الاستعراض يأتي أيضاً في سياق خارجي وإقليمي متوتر، يعتقد صناع القرار أنه يتطلب استعراض قوة لإظهار ما تملكه الجزائر من ترسانة مسلحة وجيش قوي ومنظم، وخاصة أن الجزائر جزء من هذه الخريطة المتوترة، مع تفاقم التوتر مع الجارة الغربية، وفي ظل التوترات التي تواجهها في الجنوب، ومع القوى المتدخلة في ليبيا.

وقبل ذلك كان الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة يرفض إعادة إحياء تقليد الاستعراض العسكري بالرغم من دخول البلاد مع مطلع الألفية الثانية، في حالة من الاستقرار الأمني الذي كان يسمح بتنظيم الأنشطة الثقافية والرياضية وحتى الاستعراضات العسكرية.

وبعد التخطيط لتنظيم الاستعراض لأول مرة بعد العشرية السوداء في 2004، أعلن بوتفليقة في خطاب أمام إطارات الأمة، عن إلغاء الاستعراض العسكري، مبرراً ذلك وقتها برغبته في خفض التوتر مع المغرب، ولئلا يُفهم من الفاعلية أنها استعراض قوة موجه ضد الرباط.

وقال حينها إنه قرر إلغاء الاستعراض “حتى لا يقول هؤلاء وهؤلاء إن الجزائريين يصبون الزيت على النار، على الرغم من أن الجزائريين كانوا يتمنون أن يروا رجال الجيش في استعراض عسكري، في هذه الذكرى العزيزة علينا”.

لكن وعلى الرغم من وجود الظروف المتوترة نفسها في الوقت الحالي، إلا أن التقدير السياسي للسلطة الجزائرية توجه هذه المرة خلاف ما تقرر عام 2004.

ففي التاسع من ماي الماضي، كشفت وزارة الدفاع الجزائرية عن بدء الاستعدادات لتجهيز الاستعراض العسكري. ومنذ ذلك الحين، يجري رئيس أركان الجيش الفريق السعيد شنقريحة زيارات لتفقد الوحدات المشاركة في الاستعراض وتحضيراتها.

 

رمزية تاريخية ودينية

 

واختير الطريق المحاذي لجامع الجزائر الأعظم في منطقة المحمدية باعتباره موقعا يحمل دلالة ورمزية تاريخية كبيرة للجزائريين.

ففي عهد الاحتلال الفرنسي للجزائر سُميت تلك المنطقة بـ”لافيجري” نسبة إلى “الكاردينال شارل مارسيال ألمان لافيجري” الذي عينته السلطات الاستعمارية كبير الأساقفة سنة 1867، ولطالما اشتهرت بأنها “عاصمة التبشير في القارة الإفريقية”.

 

واهتم “لافيجري” بالتبشير عبر تأسيس “جمعية المبشرين” بالجزائر التي عرفت باسم “الآباء البيض”، وأسس كذلك جمعية أخرى سماها “جمعية الأخوات البيضاوات”.

وبعد حصول الجزائر على استقلالها عام 1962، قررت السلطات إعادة تسمية منطقة لافيجري لتصبح “المحمدية”، وشيدت بها ثالث أكبر مسجد في العالم بعد الحرمين الشريفين.

والجامع الأعظم له مكانة خاصة وتاريخية في قلوب الجزائريين، باعتباره رمزا على مقاومة حقبة الاستعمار الفرنسي ومكافحة الفكر المتطرف.

وجرى افتتاح المسجد في عام 2020، حيث بلغت تكلفته نحو 3 مليارات دولار، ومدة أشغال وصلت إلى 6 أعوام.

عن Houda Mechachebi

شاهد أيضاً

vito

أمريكا تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة

استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض “الفيتو” لمنع دولة فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Facebook
ميديا ناوبلوس - MEDIANAWPLUS