حلّ وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مساء الأربعاء بالجزائر، في زيارة تدوم ليومين، لبحث إعادة بعث العلاقات الجزائرية الفرنسية بعد فترة من الفتور السياسي، وبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك، وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية هذه، مباشرة بعد مغادرة رئيس الوزراء الإيطالي ومعه اتفاقية ترفع بموجبها الجزائر من إمدادات الغاز إلى إيطاليا بـ %50.
هدى مشاشبي / ميديا ناو بلوس
استقبل لودريان من طرف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مباشرة بعد وصوله إلى الجزائر، في زيارة لم يعلن عنها مسبقا. وحسب بيان لرئاسة الجمهورية الجزائرية، فقد حضر الاستقبال وزير الشؤون الخارجية والجالية الجزائرية بالخارج رمطان لعمامرة.
وعقب لقائه بالرئيس الجزائري، أدلى جان لودريان بتصريح جاء فيه: “بعد مرور 4 أشهر على زيارتي السابقة، أولي أهمية بالغة لتواجدي من جديد في الجزائر وأود شكر الرئيس عبد المجيد تبون على اللقاء المطول الذي حظيت به هذا المساء كما أشكر نظيري رمطان لعمامرة على دعوته لتناول وجبة الإفطار في شهر رمضان”.
وأضاف لودريان: “كما استمرينا في هذا العمل الذي بدأنا فيه فيما يخص إعادة بعث علاقتنا الثنائية المهمة للطرفين والتي نتمنى أن تكون مستمرة في الاجتماع المقبل للجنة الوزارية العليا المشتركة الجزائرية الفرنسية”.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي إن “بين الجزائر وفرنسا علاقات تاريخية عميقة وإنسانية متعددة تجمع شعبي ضفتي المتوسط كما نواجه تحديات إقليمية في مقدمتها الإرهاب والتعاون الأمني من أجل استقرار محيطنا الإقليمي المتوسطي والإفريقي وتطور الوضع في منطقة الساحل مع ضرورة بعث العملية الانتقالية في ليبيا”.
وتابع لودريان: “كما نتقاسم أيضا تحديات كبرى في الوقت الذي يشهد فيه العالم تطور الوضع في أوكرانيا وانعكاساته على أمن أوروبا والاستقرار الدولي وعلى تنويع تموين أوروبا بالمواد الطاقوية كما تناولنا معا هذه الملفات الحساسة في جو من التضامن وروح الثقة”.
#هام
تصريح وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. pic.twitter.com/m7oq6hQFwJ— Algerian Presidency رئاسة الجمهورية الجزائرية (@AlgPresidency) April 14, 2022
زيارة رئيس الدبلوماسية الفرنسية، تأتي بعد يومين فقط، من زيارة الوزير الأول الإيطالي ماريو دراغي، والذي وقّع برفقة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، على اتفاقية تلتزم بموجبها الجزائر برفع إمدادات الغاز إلى السوق الإيطالية بحوالى 50%. وهو تطور اقتصادي وسياسي كان له صداه المباشر في كل من العاصمة الفرنسية باريس والاسبانية مدريد، على اعتبار أن الجزائر من كبار موردي الغاز للقارة الأوروبية بشكل عام ودول جنوب أوروبا تحديداً.
وللإشارة، فإن وسائل إعلام عمومية فرنسية، كانت كشفت في شهر مارس المنقضي، أنّ الوزير الأول الفرنسي جون كاستاكس كان من المفترض أن يزور العاصمة الجزائرية في الثالث والعشرين من الشهر الفائت، مرفوقا بوفد وزاري رفيع من بينهم وزير الخارجية جان إيف لودريان، إلا أنّ الزيارة لم تتم دون إعلان الأسباب، وإذا ما تم تأجيلها أم أنها ألغيت كليا.