أعلنت شركة الطاقة الجزائرية “سوناطراك”، اليوم الأحد، إن عطلا طال خط أنابيب “ميدغاز” الذي يزود إسبانيا بالغاز، ما “تسبب في انقطاع مؤقت في الإمدادات”، في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الإسبانية توترا غير مسبوق، بعد التغير المفاجئ في الموقف الإسباني تجاه القضية الصحراوية المدعمة من الجزائر.
هدى. م / ميديا ناو بلوس
16°C
وأشارت “سوناطراك” إلى أن الخلل طرأ في الجانب الإسباني من خط أنابيب الغاز البحري، وأن إسبانيا تعمل على إصلاحه.
وقررت الجزائر العام الماضي عدم تمديد اتفاق لتصدير الغاز لإسبانيا عبر خط أنابيب يمر عبر المغرب، والذي كان يشكل كل الإمدادات المغربية من الغاز تقريباً. وتمد الجزائر إسبانيا بالغاز عبر خط أنابيب تحت البحر وبالسفن.
وتشهد العلاقات الجزائرية الإسبانية خلال الأشهر الأخيرة توترا على خلفية تغير الموقف الرسمي الإسباني تجاه القضية الصحراوية المدعمة من الجزائر، أعلن عنه رئيس الوزراء الإسباني سانشيز مؤيدا مقترح الحكم الذاتي المغربي على المستعمرة الإسبانية السابقة، ثم إعادة تصدير الغاز من إسبانيا إلى المغرب، حيث ترفض الجزائر إعادة تصدير غازها إلى المغرب بينما تؤكد إسبانيا أنّ الغاز المصدر لن يكون مصدره الجزائر.
ويمتد خط الأنابيب المشغل من قبل شركة “ميدغاز”، والتي تمتلك “سوناطراك” الجزائرية 51% من أسهمها مقابل 49% لشركة “ناتورجي” الإسبانية، تحت مياه البحر الأبيض المتوسط وبطول 210 كم، بين بني صاف في الجزائر وألمريا في إسبانيا، ويبلغ قطره 24 بوصة بقدرة على نقل 8 مليارات متر مكعب سنوياً من الغاز الطبيعي.
وتم افتتاح خط الأنابيب “ميدغاز” عام 2011، ليساعد في تلبية الطلب المتزايد على الغاز في أوروبا ويكون مشروعاً استراتيجياً للجزائر وإسبانيا وأوروبا على سواء، باستثمار بلغ نحو 900 مليون يورو، ولكنّ أهميته تضاعفت خلال السنوات الأخيرة مع تزايد التوجه الأوروبي لتنويع مصادر الطاقة.
وفي مقابل ذلك، أعلنت “سوناطراك” زيادة شحنات الغاز الموجهة نحو إيطاليا، بحوالي 4 مليارات متر مكعّب إضافية، بدءاً من الأسبوع الحالي، لتضاف إلى 13.9 مليار مترٍ مكعّبٍ من الغاز صدّرت إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي، في وقت تخطّط شركة “سوناطراك” لشحن 6 مليارات مترٍ مكعّبٍ أخرى، نهاية العام الحالي.
وكان دبلوماسيون من إيطاليا وإسبانيا، قد أجرو محادثات على خلفية إعلان روما نيتها زيادة الكميات المستوردة من الغاز الجزائري، مما أثار مخاوف في مدريد من أنّ وصولها للوقود الرئيسي قد يتأثر.
كما وقعت شركة الطاقة الجزائرية “سوناطراك” عقدا مع شركة “إني” الفرنسية لتصدير الغاز إليها عبر إسبانيا.
وتساهم الجزائر، أوّل مصدّر إفريقي للغاز الطبيعي والسابع عالميا، بنحو 11 بالمئة من احتياجات الغاز في أوروبا.
