بعد 48 ساعة من مقتل القاصر نائل بنانتير، توسعت رقعة أعمال الشغب إلى العديد من المدن الفرنسية، بداية من نانتير ، ليون، تولوز، فالانسيين، ديجون ، ليل، ورين.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إلى اجتماع لخلية أزمة منددا بـ”مشاهد عنف لا يمكن تبريرها” بعد ليلة جديدة من أعمال الشغب في عدد من الأحياء الشعبية إثر مقتل فتى برصاص شرطي، على ان تنظم مسيرة بيضاء تكريما له بعد الظهر.
منذ مقتل نائل م. البالغ 17 عاما خلال عملية تدقيق مروري الثلاثاء تصاعد التوتر في ضواحي باريس قبل أن تتوسع رقعته ليل الأربعاء الخميس ليشمل مدنا أخرى شهدت عمليات تخريب ومواجهات مع القوى الأمنية.
وندد ماكرون بـ”أعمال عنف غير مبررة” طالت “المؤسسات والجمهورية” في افتتاح اجتماع خلية أزمة وزارية دعاها إلى الانعقاد في وزارة الداخلية.
وكتب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في تغريدة تم “إحراق أو مهاجمة … بلديات ومدارس ومراكز شرطة” منددا بأعمال عنف “لا تحتمل ضد رموز الجمهورية” وموضحا أن 150 شخصا أوقفوا الليلة الماضية خلال أعمال شغب يخشى أن تؤدي إلى اشتعال الوضع مجددا في الضواحي.
Une nuit de violences insupportables contre des symboles de la République : mairies, écoles et commissariats incendiés ou attaqués. 150 interpellations. Soutien aux policiers, gendarmes et sapeurs-pompiers qui font face avec courage. Honte à ceux qui n’ont pas appelé au calme.
— Gérald DARMANIN (@GDarmanin) June 29, 2023
وكانت فرنسا مرات عدة مسرحا لأعمال شغب في المدن إثر مقتل شبان يتحدرون بغالبيتهم من أصول مغاربية ومن دول إفريقية أخرى إثر عمليات تدخل للشرطة. في 2005، أثار مقتل مراهقين كانت تطاردهما القوى الأمنية، أعمال شغب استمرت ثلاثة أسابيع.
وبدأت أعمال العنف في أعقاب مقتل الشاب نائل م. برصاصة في صدره أطلقها شرطي من مسافة قريبة صباح الثلاثاء 27 جوان في نانتير على بعد حوالى 15 كيلومترا غرب باريس.
وكان ماكرون اعتبر الأربعاء أن مقتل الشاب “لا يمكن تفسيره… وغير مبرر”. ما عرضه لانتقادات اليمين المتطرف ونقابات الشرطة مع التشديد على ضرورة احترام قرينة البراءة.
وفي حين أكدت مصادر في الشرطة في بادئ الأمر أن الشاب قاد سيارته باتجاه شرطيين على دراجتين ناريتين لمحاولة دهسهما، انتشر مقطع مصور على وسائل التواصل الاجتماعي وتحققت وكالة فرانس برس من صحته، أظهر رجلَي شرطة يحاولان إيقاف السيارة، قبل أن يطلق أحدهما النار عبر نافذتها على السائق عندما حاول الانطلاق بها.
ومثل الشرطي الذي يشتبه في انه أطلق الرصاصة القاتلة والبالغ 38 عاما أمام قاض لتوجيه الاتهام إليه مع انتهاء مدة توقيفه على ذمة التحقيق.
وبمبادرة من والدة نائل التي عبرت عن شعور “بالغضب الشديد”، تنظم مسيرة بيضاء عند الساعة 14,00 في نانتير أمام مقر الإدارة المحلية في منطق أو-دو-سين بمراقبة السلطات.
وتمنى ماكرون الخميس أن تكون “الساعات المقبلة” ساعات “تأمل” و”احترام”.